في شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام، يحتفل اليمنيون بمجموعة من الأحداث التاريخية التي شكلت هوية الجمهورية والثورة، والتي أنهت حكم الإمامة والكهنوت، وأسست نظاماً ديمقراطياً يحترم إرادة الشعب وسيادة القانون.

وفي هذا الشهر، أيضاً، يستذكر اليمنيون، بفخر واعتزاز، يوم مقتل أحد أخطر الإرهابيين والمتمردين على الدولة، حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس المليشيات الحوثية الإرهابية الذي لقي مصيره المستحق في الـ10 من سبتمبر/أيلول 2004م، بعد أن خان الوطن والشعب، وأشعل نيران الحروب والفتن.

تلقى الهالك حسين الحوثي تدريباً وتمويلاً من إيران؛ بهدف نشر فكرة الخمينية وولاية الفقيه في اليمن، وإحياء مشروع الإمامة المنسية، التي سقطت في 26 سبتمبر/ أيلول عام 1962، بثورة شعبية ضد حكم الإمام يحيى حميد الدين وابنه أحمد.

ولطالما حاول حسين الحوثي تقديس شخصه وإظهاره كإمام معصوم، يجب طاعته وولاؤه من قِبل أتباعه، مستغلاً جهل بعض المواطنين في محافظة صعدة، التي اختارها مركزاً لتحركاته؛ غير أنه لم يجد في الكأس في الأخير سوى السم الزعاف الذي ذاقه، فخرَّ هالكاً مثل أي إرهابي يلقى مصيره المحتوم في النهاية.

ورغم كل المؤامرات والخداع ومحاولات التحايل على الدولة، تلقى حسين الحوثي في 10 سبتمبر/ أيلول 2004م، ضربة قاضية في مخبئه بمنطقة مران بصعدة، هنالك حيث جاءه هلاكه ليسمع اليمنيون وقتها خبراً ساراً بنفوق المجرم المارق.

ومثلما كان سقوط الإمامة في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول، سقط حسين الحوثي قتيلاً مضرجاً بالعمالة والعار في العاشر من الشهر نفسه، لدرجة أن مليشيات الحوثي تخلت عن إحياء ذكرى مصرعه بهذا التاريخ، لما يمثله شهر أيلول/ سبتمبر بالنسبة لهم كابوساً مريراً أطاح خلاله اليمنيون بأكبر رؤوس الإمامة والكهنوت.

ومنذ غرسه في محافظة صعدة، أقصى شمال البلاد، من قِبل إيران، عمل حسين الحوثي على نشر الخمينية، وحاول جاهداً تصدير فكرة الإمامة، وحاول دائماً تقديس نفسه وتأليهها في دوائر الجهل التي تحيطه؛ لكنه في النهاية لقي مصيره المستحق.

عُقدة مقتل حسين الحوثي دفعت شقيقه عبدالملك إلى التخفي وعدم الظهور خوفاً من الوقوع في فخ الجمهورية التي طالما طردت كل من حاول الركوب على إرادة الشعب اليمني وإعادة التاريخ إلى الوراء.. لكن يظل سبتمبر، وإن طالت السنوات، حاضراً في كل عام، وسيأتي اليوم الذي يسمع فيه اليمنيون نبأ هلاكه كما سقط قبله أخوه حسين الحوثي، وقبلهما بعقود أحمد وأبوه يحيى حميد الدين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية