منذ نشأتها، ومن معقلها (محافظة صعدة- شمالي اليمن)، انتهجت مليشيا الحوثي سياسة تفجير المنازل كوسيلة انتقام ضد معارضيها.

ومنذ انقلابها على السلطة أواخر 2014، تم تسجيل 800 عملية تفجير للمنازل في 15 محافظة، أبرزها البيضاء بـ118 منزلاً وتعز بـ105 منازل، وكانت البداية من معقلها محافظة صعدة.

وتُعد هذه الجرائم جزءًا من نمط ممنهج للعقاب يشمل تدمير ممتلكات الأفراد الذين يعارضون سيطرة مليشيا الحوثي، ما يعكس استراتيجية المليشيا في استخدام العنف والترويع كأدوات للانتقام والترهيب.

تقارير حقوقية وثقت قيام مليشيا الحوثي بتفجير 800 منزل في المحافظات والمدن الواقعة تحت سيطرتها.. جرائم حطمت حياة الناس، ومزقت الأسر، ودفعت بهم إلى المجهول؛ فمن البيضاء إلى تعز، ومن الجوف إلى صعدة، تحولت منازل الأبرياء إلى أنقاض، تاركة وراءها ندوباً لا تشفى أبداً.

سياسيون وعسكريون وأبناء القبائل وناشطو حقوق الإنسان والمناوئون للمليشيا أصبحوا أهدافاً لهذه التفجيرات الإرهابية، التي راح ضحاياها المئات من الأشخاص؛ فيما تُرك المهجّرون من منازلهم بمفردهم يدفعون عواقب هذه العمليات الإرهابية.

الخوف، الذي صاحب هذه التفجيرات، أدى إلى تعرض 25 امرأة للإجهاض، وتحطُّم أحلامهن بالأمومة وسط الفوضى، فيما سُلبت براءة الأطفال فتعرضوا لأهوال لا ينبغي لأي طفل أن يشهدها على الإطلاق.

513 منزلاً تم نهبها قبل قصفها، وسرقة ممتلكات الضحايا، دون أن تُبدي مليشيات الحوثي أي رحمة، تاركة وراءها سلسلة من الأرواح المحطمة والذكريات المسروقة.

عواقب هذه التفجيرات بعيدة المدى؛ فقد تم تهجير أكثر من 1100 أسرة قسراً من منازلهم. والآن، يجدون أنفسهم في مخيمات النزوح المكتظة، متشبثين بشظايا الأمل وسط اليأس.

لكن؛ ليس النزوح الجسدي فقط هو الذي ابتُلوا به؛ إذ يسلط التقرير الضوء على الانتهاكات العديدة التي يتعرض لها هؤلاء الضحايا منها: الحرمان من الحق في السكن، وفقدان الممتلكات الشخصية والعقارية، والأضرار النفسية والصحية الدائمة التي لحقت بهم.

ضحايا المنازل المدمرة يتوقون إلى العدالة، وإلى بصيص أمل وسط الركام، وهي دعوة يتردد صداها عبر الأنقاض بمحاسبة مليشيا الحوثي على جرائمها ضد الإنسانية لإتاحة الفرصة للأرواح المحطمة أن تستعيد عافيتها، وينال المجرمون العقاب الذي يستحقونه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية