ما يحدث في تهامة من اعتقالات وإخفاء وقتل وتنكيل واعتداءات وضرب للنساء والأطفال وكبار السن، ونهب للأراضي ومصادرة للممتلكات الخاصة والعامة، يفرض أولاً فهم السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني الذي يحيط بهذه القضية، وبالمجمل هو أسلوب حوثي متعمد وممنهج هدفه تحقيق السيطرة المطلقة لإنهاء مقاومة تهامة.. ما يعني أن كافة التحركات المليشاوية ضد أبناء تهامة، بما فيها الأحكام الظالمة والإعدامات الجماعية التي لم تحدث علناً في كل الحروب الحديثة والقديمة في اليمن إلا بحق أبناء تهامة، كانت جزءًا من استراتيجية الإمامة قديماً وها هو الحوثي يسير بنفس السياق بهدف بسط نفوذه بقوة السلاح وسيطرته على كل المناطق التهامية، وتجويع أبنائها الذين أثبتت السنوات أنهم لا، ولن يدينوا له بالولاء مطلقاً.

وأكد التاريخ أن التهاميين مقاومون لا يخضعون لمن يريد التسلط عليهم بقوة وجبروت السلاح، وهناك الكثير من الشواهد، رغم كل أعمال الترهيب لا الترغيب بهدف الانتقام والانتقام الجماعي.. يتجلى ذلك من خلال تصاعد أعمال العنف في مناطق متفرقة من تهامة، ومحاولة خلق التفرقة الطائفية أو العرقية بين أبناء المجتمع التهامي.

وتكراراً لمسلسل عرض اعترافات مفبركة للمواطنين التهاميين الأبرياء بينهم طفل قاصر، انتهى بإعدامهم في ميدان التحرير أمام مرأى ومسمع العالم بتهمة التخابر مع ما يسموه بالعدوان "التحالف"، هاهم اليوم يكررون ذات السيناريو وبحبكة باهتة سوداوية مع مجموعة جديدة من أبناء تهامة، تحت مبرر التخابر مع أمريكا وإسرائيل.. وما أشبه ليلة أمس التي نكلوا فيها بأبناء مناطق القصرة والجروبة في مديرية بيت الفقيه ووادي مور ونهبوا أراضيهم، ها هم اليوم يمارسون ذات الجرائم بحق أبناء منطقة الدقاونة بمديرية باجل لذات الهدف وبنفس الأسلوب الوحشي، وجميع هذه وتلك تكشف سلوك الحوثي العدائي تجاه تهامة وسكانها وفشله في إخضاعهم وتركيعهم.. ما يعني أن هذه البقعة الجغرافية وُجدت لتكون جمهورية خالصة وطنية صادقة بالفطرة.

ومن المهم أن تتخذ الحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي إجراءات فورية لحماية السكان المدنيين في تهامة وضمان احترام حقوقهم الأساسية، وسرعة العمل على إنهاء اتفاق استوكهولم والتحرك نحو تحرير محافظة الحديدة، والذي يمثل خطوة حاسمة للتقليل من التهديدات الإرهابية الحوثية وتأمين ممر الملاحة في البحر الأحمر، والإسهام في استقرار المنطقة بشكل عام.

•  مدير عام الإعلام بمحافظة الحديدةم

من صفحته في الفيس بوك

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية