تسعى المليشيات الحوثية في خلق المزيد من المعاناة في المناطق التي تسيطر عليها حيث أقدم المدعو «طه المتوكل» على سحب المبلغ الذي خصص لمركز مكافحة سوء تغذية الأطفال المقدمة من المنظمات الإنسانية العالمية، أمام صمت دولي مريب وفي ظل تفاقم سوء التغذية والمجاعة بأوساط السكان الواقعين تحت سلطة بطشها وفسادها.

 

مصدر مطلع في وزارة الصحة المختطفة أكد لـ «وكالة 2 ديسمبر»، أن المدعو «طه المتوكل» وزير «صحة الحوثيين» قام بنهب مبلغ 200 مليون دولار من حساب إدارة التغذية مقدم من منظمات إنسانية دولية مخصصة لمراكز التغذية في عموم المدن والأرياف اليمنية.

 

وبرغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والمسوحات الميدانية والتقارير الإعلامية من خطورة تفشي حالات سوء التغذية في النصف الأول من العام 2018 إلا أن المليشيات بوزيرها السلالي لم تكترث لهذه التحذيرات.

 

حيث أقدم المدعو المتوكل على سحب المبلغ الذ أودعته المنظمات الإنسانية في حساب إدارة التغذية ومصادرته إلى حسابات خاصة تابعة لمليشيا الكهنوت الحوثية، في أعقاب إقصائه لكادر موظفي الإدارة وتعيين بدلاً عنهم من السلالة الكهنوتية، طبقاً لذات المصدر.

 

وأضاف المصدر، أن المتوكل أوقف مبلغ مليون دولار كانت موجهة لتأهيل مراكز التغذية العلاجية في المحافظات، ومنع صرف الحوافز التي كانت تصرف للعاملين بتلك المراكز بحجج واهية وغير قانونية بالوقت الذي يتقاضى هو ما لا يقل عن 8000 آلاف دولار شهريا من ثلاث منظمات أممية.

 

في سياق ذلك، واصل وزير الحوثي فساده الممنهج والمدمر لوزارة الصحة ومراكزها، فبحسب المصدر، تعمد المدعو  المتوكل إيقاف عمل أنشطة مراكز التغذية والمتمثلة بالفرق المتحركة لمرضى سوء التغذية في العديد من القرى والمناطق التي تعاني من المجاعة.

 

وأكد أن المليشيات بوزيرها السلالي نهبت -أيضاً- 400 ألف دولار من مشروع الاتحاد الأوروبي والمقدم لوزارة الصحة كمساعدات إنسانية للمواطنين في مناطق سيطرة المليشيات.

 

وكان المدعو المتوكل قد أصدر في الأسابيع الماضية قرارا بفصل كادر إدارة التغذية بهدف تعيين أتباعه، والسيطرة على ما تبقى من الوزارة بهدف نهب المبالغ المالية المقدمة من المنظمات الدولية وتمكين السلالة الكهنوتية من مؤسسات وقطاعات الصحة العامة.

 

الجدير ذكره أن تقريراً دولياً كشف في وقت سابق عن تلاعب الحوثيين بالمساعدات المالية التي تقدمها الأمم المتحدة لملايين الفقراء في اليمن، مشيرا إلى عرقلتهم عمل اليونيسيف ما أدّى إلى وقف برنامج تحويل المساعدات المالية لليمنيين.

 

كما كشف التقرير الذي نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية، الأربعاء 3 أكتوبر 2018، عن تعرض وكالة التنمية والإغاثة العالمية (أدرا) وموظفيها لضغوط من المليشيات الحوثية بهدف استخدام قوائم المستفيدين التابعين للمتمردين الحوثيين في توزيع المساعدات واستخدام الموظفين المرتبطين بالحوثيين في المرافق الصحية التي تديرها "أدرا". وعندما اعترض مدير الوكالة إدوارد أفرايم بالمييرو، تم إخطاره بأنه لن يسمح له بالعودة إلى البلاد.

 

وقال مصدران مطلعان في "مشروع التحويلات المالية الطارئ" إن المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن أعاقوا إطلاق مركز الاتصالات "التابع للمشروع" لأنهم كانوا يخشون من أن يكشفوا عن تلاعبهم في التحويلات النقدية. وتحدث الاثنان - شريطة عدم الكشف عن هويتهما - خوفا من انتقام المتمردين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية