تزداد قسوة مليشيات الحوثي يوما بعد أخر وتكشف في كل مرة عن وجهها الحقيقي البشع، ذلك الوجه الذي تجرد من القيم والمعاني الإنسانية وضميرها الحي.

 

ففي وقت متأخر من الليل وصل عبد الله العامري إلى المستشفى الجمهوري لإصابة طفلته بجرح غائر في يدها اليمنى الأمر الذي يتطلب تدخلا جراحيا عاجلا لإيقاف النزيف الذي بدأ يهدد حياتها.

 

وعندما دخل طوارئ المستشفى فوجئ بالإهمال الذي واجهه، فلا أطباء ولا ممرضين استقبلوا طفلته الجريحة وقاموا بعمل الإسعافات الأولية لها.

 

كان ذلك مؤلما لأب يرى طفلته تنزف دون أن يحظى باهتمام الطاقم الطبي المناوب فكان له أن استشاط غضبا جراء ذلك كاعتراض على ما يجري صائحا أين الأطباء أين الممرضين؟! كصيحات استغاثة تطلب المساعدة العاجلة لعلاج الطفلة التي بدأت تفقد كمية كبيرة من دمائها.

 

أثناء ذلك تصادف مع وجود نائب مدير المستشفى الميليشاوي أحمد الحيفي الذي انزعج من مواطن ينتقد الأداء السيئ للطاقم الطبي والوضع الذي وصل إليه المستشفى من إهمال لا سابق له.

 

فما كان منه سوى الرد بحقارة لطالما ألفناها من مسئول ميليشاوي فقد كل قيم الإنسانية "اخرج من هنا وشل حقك القمامة وانقلع".

 

كانت عباراته بقدر ما هي صادمة إلا أنها كانت تؤكد على وضعية الحركة التي بنت هيكلها الفكري على التمييز بين الناس حتى في حصولهم على الرعاية الطبية.

 

وهي عنصرية لا ترى سوى أبناء الطائفة ومقاتليها هم من يجب أن يحظوا بالاهتمام الطبي أما غيرهم فلا بأس أن يذهبوا إلى الجحيم طالما أنهم لا ينتمون مذهبياً لعصابة الإرهاب الكهنوتية البشعة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية