بدعم العميد طارق صالح... "خور أبو زهر" يعود إلى الحياة كمشروع بيئي وسياحي يعيد للخوخة مكانتها
في خطوة وصفها الأهالي بالتاريخية، دُشن في خور أبو زهر- شمال مدينة الخوخة- مشروع إعادة تأهيل الخور وفتح مجراه الطبيعي بدعم مباشر من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، إذ يعيد المشروع لهذا الموقع البيئي والسياحي مكانته القديمة، ويحقق منافع متعددة لأبناء المنطقة.
المشروع، الذي انطلقت أعماله خلال الأيام الماضية، جاء بتوجيه من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي طارق صالح، عقب زيارة ميدانية التقى خلالها بالمواطنين واستمع إلى مطالبهم. وقد لقيت هذه المبادرة صدى واسعًا في الأوساط المحلية، خاصة لما يمثله خور أبو زهر من أهمية بيئية وسياحية.
دعم بيئي وسياحي متكامل
وفي السياق، تحدث وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، لوكالة "2 ديسمبر"، أن وتيرة العمل في مشروع فتح خور أبو زهر تسير بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن نسبة الإنجاز حتى الآن نحو 20%، لأن المجرى كان مغلقًا بالكامل ويحتاج إلى جهد كبير لإعادة تأهيله.
وحول أهمية المشروع، أفاد القديمي بأنه يُعد من المشاريع الاستراتيجية لحماية البيئة والمجتمع من كوارث مستقبلية ناتجة عن توقف دخول مياه البحر إلى الخور وتحوله الى بركة راكدة.
وقد جاءت المبادرة بعد زيارة عيدية لطارق صالح واستماعه المباشر للمواطنين، حيث وجّه فورًا بإعادة فتح الخور الذي يمثل وجهة ترفيهية كانت مركزًا سياحيًا قبل انقلاب المليشيا الحوثية، والتي تسببت في تدمير المنتجعات والمزارع وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، لذلك فإن إعادة فتح الخور- وفق القديمي- خطوة أولى في استعادة هذه المكانة.
وأشار القديمي إلى رمزية الخور لأبناء الخوخة، فهو "ليس مجرد مجرى مائي، بل رمز بيئي وتاريخي وجزء من هوية أبناء الخوخة. وهو متنفس طبيعي، ومصدر رزق للصيادين، وذاكرة جماعية للأهالي، وفرصة سياحية واعدة. لأكثر من 25 عامًا ظل أبناء المدينة يطالبون بإعادة فتحه، واليوم يتحقق الحلم".
وختم القديمي بالحديث عن مستقبل المشروع، الذي تسعى من خلاله السلطة المحلية "إلى تحويل المنطقة لمتنفس سياحي لكل أبناء اليمن بعد استكمال أعمال تأهيل الخور".
الخوخة على خارطة التنمية
من جهته، أوضح مدير إعلام مديرية الخوخة يوسف غليسي، في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، أن الخوخة منطقة اصطياد سمكي وسياحية بامتياز، وقد شهد خور أبو زهر في الثمانينيات وحتى الألفين نشاطًا تجاريًا وسياحيًا واسعًا، وكانت ترسو فيه الهواري الكبيرة العمروفة باسم (العباري) مثل سنابيق فضل والمحمودي، حيث شكّل الخور آنذاك مرفأ طبيعيًا وهبه الله للمنطقة، وشهد تبادلًا تجاريًا نشطًا من الخوخة إلى القرن الأفريقي والعراق، شملت سلعًا مثل التمر، الجاز، والتمباك.
وأضاف: يتميّز الخور بتنوع بيئي يشمل الطيور والأشجار، وكانت تنتشر على ضفافه المنتزهات السياحية. لكن مع إغلاقه وحرب الحوثي، توقفت حركة القوارب ولم تعد ترسو في الخور. اليوم، ومع إعادة فتحه وتهيئته وفق دراسات علمية، ستُبعث المنتزهات السياحية من جديد، وسيتوافد الزوار من كل مكان، وستعود حركة الاصطياد، وستجد القوارب ملاذًا آمنًا بعيدًا عن مخاطر الرياح، تمامًا كما كان في السابق.
وأردف الغليسي: كانت الخوخة محرومة من معظم المشاريع التنموية، ولكن بوجود نائب رئيس مجلس القيادة طارق صالح، استعادت المدينة رونقها كعاصمة للتحرير والتنمية وبدأنا نلمس الواقع الجديد من خلال افتتاح مستشفيات كبرى، مشاريع الكهرباء، دعم مراكز الغسيل الكلوي، وأعمال شق الخور، وهي مشاريع استراتيجية عملاقة طالما كانت حلمًا، واليوم أصبحت حقيقة. هذا ليس رأيي وحدي، بل هو حديث الشارع اليوم.
نحو أفق جديد للخوخة
يمثل مشروع إعادة فتح خور أبو زهر نموذجًا للتنمية المتكاملة التي تراعي البعد البيئي والاقتصادي والاجتماعي، في وقت تحتاج فيه المناطق المحررة إلى إعادة إعمار مدروسة تعيد تطبيع الحياة وتخلق فرص عيش كريمة للسكان.
وهذا ما يلاحظ اليوم واقعًا ملموسًا في الساحل الغربي، حيث يواصل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح ترسيخ نهج التنمية، بخطوات حثيثة، بالموازاة مع العمل على استعادة الدولة وتحرير البلاد من قبضة المليشيا الحوثية.