رحلة بشير من شرعب إلى المخا.. البحث عن أمل جديد في مخيم حول العيون
من مخلاف شرعب السلام حيث تسيطر مليشيا الحوثي الإرهابية، وعبر طرقٍ بديلة وعرةٍ اتجه المواطن بشير أحمد (37 عام) إلى مدينة المخا الساحلية متجشما عناء السفر، عندما سمع بتدشين المخيم الطبي المجاني الثاني لحول العين برعاية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح.
ووصل بشير الى المخا ليحجز موعدًا فوريا في المخيم بهدف اجراء عملية جراحية لحول العيون الذي يعاني منه، فالرجل الذي لم يتمكن منذ نحو 3 عقود على معالجة هذه المشكلة حصل أخيرا على فرصة مجانية في مدينة المخا وسافر إليها متنقلا في طرق وعرة نتيجة قطع الحوثيين الطرق الرئيسية.
بداية القصة
يقول المواطن بشير وهو أبٌ لأربعة أطفال، لـ"وكالة 2ديسمبر"،: "عشتُ 27 عاماً من المعاناة والتنمر بسبب إصابتي بمرض حول العيون ومريت بمراحل صعبة بين الواقع والمجتمع، الذي كان كابوساً على حياتي البسيطة، لدرجة أن هذه المشكلة احرمتني من تحقيق طموحاتي كلها".
وتسبب مرض حول العين بمعاناة مستمرة لـ بشير إذ ظلت معظم أبواب الحياة مغلقة أمامه ابتداء من توقفه عن مواصلة دراسته وتحقيق طموح مستقبله، إلى الانتهاء بالمشاكل الأسرية حيث تعرض للرفض أثناء تقدمه للزواج عدة مرات بسبب الحول في عينيه.
وأضاف أن وضعه المادي الشحيح وظروف حياته البسيطة لم تسمح له بالسفر والعلاج كونه مكلف الثمن، وهو لا يملك إلا قطعة أرض زراعية يعمل بها ليعول أسرته.
المخيم الطبي بارقة أمل
وحول سماعه عن المخيم الطبي الثاني لعلاج حول العين بمدينة المخا، يقول إن صديقه أخبره بأنه وجد إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي لدائرة الخدمات الطبية في المقاومة الوطنية، ويوضح أنه بدأ فور سماعه الخبر بالاستعدادات للسفر، وبشر زوجته وأطفاله بأنه سوف يذهب للمخيم الطبي ويتعالج ويعود بعد أيام وقد تعافى من المرض الخلقي الذي قيد حياته لعقود.
ويتابع حديثه قائلاً: "وصلت مدينة المخا في وقت متأخر من الليل وكنت متشوقا لحلول الصباح لأبدأ اجراءات العلاج". لافتا الى أنه وأثناء وصوله مكان إقامة المخيم في المستشفى السعودي الميداني وجد الكثير من المواطنين في طابور التسجيل، وعند دخوله المستشفى حصل على ترحيب من قبل الفريق الطبي، وتم تسجيله حسب أولوية الحضور، ومن ثم نقله إلى صالة الانتظار للدخول إلى الأطباء.
خضع بشير، وغيره من المستفيدين من المخيم الطبي في المخا، لسلسلة من الإجراءات الطبية شملت التسجيل والمعاينة والفحوصات وكشوفات الأشعة، حيث تمت جميعها بسلاسة ومرونة دون أي عقبات.
واختتم بشير حديثه بالقول: "الآن الحمدلله استكملت كافة الإجرات ومنتظر دور العملية، فاتصلت لزوجتي وبناتي أبشرهم أنه ماكنت أتمناه أصبح حقيقة وخلال أيام قليلة سأعود متعافي من مرض حول العين، مع دعوتي للعميد طارق صالح والفريق الطبي الذين فرجو عني هم مرضي وتكاليف علاجه".