أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، حملة واسعة تحت وسمي "الطرقات شريان حياة" و"طريق حيس الجراحي"، لتسليط الضوء على معاناة سكان محافظة الحديدة جراء استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في إغلاق طريق حيس- الجراحي الحيوي، وهو الشريان الرئيسي الذي يربط مديريات المحافظة.

وشارك في الحملة مسؤولون وصحفيون وسياسيون ونشطاء حقوقيون، نددوا بالأضرار الإنسانية والاجتماعية الناجمة عن إغلاق الطريق منذ سنوات، رغم مبادرات القوات المشتركة لفتحه من جانب واحد منذ عام 2022.

وأشاروا إلى أن إغلاق الطريق يفاقم معاناة السكان، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة تصل إلى 20 ساعة لاجتياز 15 كيلو مترًا فقط كانت يقضي فيها المسافر أقل من نصف ساعة للوصول إلى وجهته، قبل أن تلجأ المليشيا لإغلاقها ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تستهدف بها أبناء تهامة.

وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، طالب المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة في المحافظة والمنظمات الإنسانية، بالضغط لفتح طريق "حيس- الجراحي" فورًا، مؤكدًا أن الطريق حق إنساني لا يُقايض، كما دعا إلى تحرك عاجل لإنهاء معاناة المدنيين.

وأفاد مدير فرع المكتب السياسي لمحافظة إب كامل الخوداني، أن أبناء مديريات الساحل يعانون من ألغام الحوثي ومن قطعه للطرقات لدرجة أن زيارة شخص يسكن مديريات الساحل المحررة لأهله في المديريات المجاورة التي لا يستغرق الوصول إليها نصف ساعه بات يتطلب سفر عشرين ساعة.

أما الناشط أحمد غازي، فتساءل عن إصرار الحوثيين على إبقاء أبناء تهامة في معاناة تشبه معاناة الفلسطينيين مع معابر الاحتلال؟! مشيرًا إلى أن المسافة بين حيس والجراحي لا تتجاوز ربع ساعة، في حين يُجبر المواطنون على سلوك طرق تستغرق أكثر من 20 ساعة، وقال: "اعملوا نقاط، اعملوا تفتيش.. لكن افتحوا الطريق للناس".

وقال علي الأهدل، مدير مكتب الإعلام بالحديدة، إن "الطريق الذي كان يربط الحديدة بتعز وإب تحول إلى رحلة عذاب". فيما أضاف الناشط غالب الهديل: "الطريق حق إنساني لا يُقايض، ونطالب المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة بالضغط لفتحه فورًا".

المصور الصحفي عبدالله الحلبي لفت، بدوره، إلى أن الطريق أصبح "وكرًا للألغام والقناصة"، بينما أكد الناشط هاشم خبتي أن الطريق "ليس ميدان انتقام سياسي بل طريقًا إنسانيًا يربط القلوب والأرحام"، داعيًا إلى فك الحصار الحوثي.

وفي حين ندد الصحفي عبدالكريم المدي بممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية في "توسيع المقابر وقطع الطرقات"، قال الإعلامي أنور الأشول إن "الحوثيين يزرعون الألغام ويوسعون معاناة المواطنين، ما يؤكد طابعهم الإرهابي".

ورغم موافقة الحوثيين على فتح طرق في محافظات أخرى، إلا أن استمرار إغلاق طريق حيس- الجراحي يعكس، بحسب الناشطين، "نزعة انتقامية" تجاه أبناء الحديدة.

وطالب المشاركون في الحملة المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإنهاء الحصار وتسهيل حركة التنقل، مستنكرين الصمت الأممي الذي وصفوه بـ"المخزي".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية