2 ديسمبر.. يوم الكرامة في وجه أذناب الإمامة
في لحظة فارقة من تاريخ اليمن، يعود شهر ديسمبر ليذكّر الأمة بمعركة وجودية ضد مشروعٍ سلالي حوثي دخيل يسعى لطمس الهوية الوطنية وإعادة عقارب الزمن إلى عصور الظلام. وبينما تحل الذكرى الثامنة لثورة الثاني من ديسمبر المجيدة، فقد قامت عصابة الكهنوت الحوثية بإصدار أحكام إعدام تعسفية بحق مواطنين يمنيين، في مشهد يكشف زيف وكذب هذا المشروع الإيراني الذي تحاول هذه المليشيا فرضه بالقوة.
إن هذه الأحكام ليست سوى طلقات خوف صدرت من مليشيا تدرك أن الكلمة الحرة باتت أقوى من الرصاص، وأن الوعي الشعبي بدأ يستعيد هيبته وفاعليته. فالقمع لا يلد سوى مقاومة، والتاريخ يؤكد أن الشعوب لا تُهزم حين تدافع عن كرامتها وحقها في الحرية والعيش بكرامة.
في الوقت الذي تسعى القيادة الشرعية إلى حشد الجهود لدعم المسار السياسي والسلام، فإن هذه الممارسات القمعية تكشف عن طبيعة العدو الحقيقي الذي يستهدف جوهر الهوية اليمنية؛ فالمعركة اليوم لم تعد مجرد صراع على الأرض أو السلطة، بل هي معركة وجودية ضد مشروع كهنوتي يسعى لإلغاء الإرادة الفردية وتكريس التبعية.
إن ثورة الثاني من ديسمبر لم تكن مجرد انتفاضة في صنعاء، بل كانت لحظة استعادة للجمهورية من أنقاض الانقلاب عليها؛ فقد جسدت روح التضحية والإباء، وأكدت أن اليمنيين لا يقبلون الذل، وأن الجمهورية ليست نظام حكم فحسب، بل منظومة قيم تقوم على المساواة والعدل والحرية.
اليوم، تتحول ذكرى ديسمبر من مجرد تاريخ يُستذكر إلى موقف يُعاد التأكيد عليه، ومن قصة تُروى إلى نداء يُسمع:
- لا تخف، فقد سبقك من كسر جدار الخوف.
- لا تصمت، فقد سبقك من دفع حياته ثمنًا للكلمة الحرة.
- لا تساوم، فقد سبقك من اختار الوطن والكرامة والمستقبل.
إن المرحلة الراهنة اختبار حقيقي للشعب اليمني الذي أصبح بين خيارين لا ثالث لهما؛ إما الاستسلام والخنوع لهذه المليشيات الحوثية الإرهابية أو التمسك بجمهوريته ومستقبله. فالانتصار يبدأ من القلب، ويتطور إلى فعل مقاوم لا يلين.
ختامًا: يبقى صوت الجمهورية الذي انطلق في سبتمبر وأكتوبر وتجدد في ديسمبر، صوتًا لا يُخنق ولا يموت، لأنه يحمل أحلام الأجيال وتطلعات شعب أبى إلا أن يكون سيد مصيره. فلنرفع هذا الصوت عاليًا، وليكن نورًا يضيء دروب اليمن نحو غدٍ مشرق، ويمن جمهوري جديد.









