ثورة الثاني من ديسمبر لم تكن مجرّد محطة عابرة في الذاكرة الوطنية؛ كانت لحظة انكشاف الحقيقة، وعودة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، وتمردًا واعيًا على العبث الذي كاد يبتلع الدولة والجمهورية معًا.

في ذلك اليوم، انطلقت شرارة الشجاعة من قلب رجلٍ حمل الوطن في ضميره قبل أن يحمله في خطابه؛ شرارة أعادت تعريف معنى المقاومة، ورفعت الكلفة السياسية والأخلاقية في وجه مشروعٍ أراد تحويل اليمن إلى غنيمة وإلى ساحةٍ بلا دولة.

كان الثاني من ديسمبر إعلانًا صريحًا بأن اليمن لا يموت، وأن الجمهورية —وإن انكسرت— لا تنكسر روحها. كانت لحظة صحوة، استلهم فيها اليمنيون تاريخهم، واستعادوا يقينهم بأن الدفاع عن الدولة ليس خيارًا، بل قدر ومسؤولية.

ولأن الثورات الحقيقية تُقاس بوضوح موقفها، لا بضجيج الشعارات؛ فقد رسّخت هذه اللحظة قاعدة واحدة:
لا مكان لمن يحاول سلخ اليمن عن هويته، ولا شرعية فوق شرعية الشعب وإرادة الجمهورية.

هكذا خُلِّدت ذكرى الثاني من ديسمبر، بوصفها نداءً دائمًا أن الوطن لا يُترك، وأن الجمهورية تستحق منّا كل ما يليق بها من وفاء وصمود.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية