تقاسي تعز، المحافظة المعرضة يومياً لجرائم مليشيات الحوثي الإرهابية من شتى صنوف الويل، إذ تقع أغلب تلك المعاناة على كاهل نازحي المحافظة الذين فقدوا الآمال في كثير من جوانب الحياة، وأصبحت حياتهم مقسمة بين معاناة التشرد وصعوبة توفير مستلزمات العيش وسط غياب للمنظمات الإغاثية والحقوقية الدولية فيما يخص معاناة التعزيين النازحين في أماكن متفرقة.

 

في منطقة البيرين، وعلى بعد بضعة كيلو مترات من مدينة تعز، يعج أحد المخيمات المنشأة حديثاً بمئات النازحين الفارين من جحيم حرب المليشيات من مديريات المعافر ومقبنة وجبل حبشي، والوازعية، ويتزاحمون على معاناة متراكمة في وضع بائس ينتظرون فيه نجدة منقذ يسعفهم على أقل الأحوال من وضعهم الكارثي.

 

في مطلع الشهر الجاري أقدمت مليشيات الكهنوت الحوثي على تهجير45 أسرة من مديرية مقبنة غربي تعز. تركت الأسر منازلها مجبرةً على ذلك بعد أن تعرضت لتهديد مباشر من قبل عناصر المليشيات، اضطرت على إثره مغادرة منطقتها في سبلٍ غير معلومة ساقتها إلى معاناة كبيرة ما تزال تتجرع آثارها حتى اللحظة.

 

وفي العاشر من أكتوبر الجاري رصد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن 129 انتهاكاً لحقوق الإنسان في محافظة تعز، من قبل الميلشيات الحوثية خلال شهر سبتمبر الماضي، أكد فيه المركز "استمرار حصار ميليشيات الحوثي للمدينة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بمنهجية واستهداف المدنيين العزل بالقتل عبر القنص المباشر والقصف المدفعي؛ ما فاقم من تدهور الوضع الصحي".

 

وجاء في تقرير مفصل صادر عن المركز أن الفريق التابع له "وثّق مقتل 16 مدنياً بينهم 12 رجلاً و3 أطفال وامرأة واحدة، خلال الشهر الماضي، مبيناً أن خمسة منهم قتلوا من قبل قناص تابع لميليشيا الحوثي و3 آخرين بقذائف الميليشيا، ومدنيين اثنين جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون بشكل عشوائي في الطرقات والمزارع، في حسن قتل 3 مدنيين برصاص مباشر لمسلحين خارج إطار الدولة، و3 آخرين برصاص مسلحين مجهولين".

 

وفيما يخص موجة التهجير والنزوح القسري أكد التقرير "تهجير الميليشيا قسرياً 45 أسرة في قرية الكدمة الواقعة في عزلة القحيفة، باتجاه مركز مديرية مقبنة بعد استهدافها بالقذائف والأسلحة الثقيلة، ويُخشى أن تقوم الميليشيا بزرع ألغام وعبوات ناسفة في طرقات ومنازل ومزارع تلك القرية".

 

يقول نازحون تحدثوا بشكل منفصل لـ «وكالة 2 ديسمبر» إنهم تاهوا في بقاع متعددة بضواحي مدينة تعز طلباً للأمان الذي فقدوه في ديارهم بعد أن دخلتها مليشيات الكهنوت الإرهابية، ويردفون في حديثهم أنهم أصبحوا يعانون أشد المعاناة في مخيمات النزوح التي لا تستوعبهم بما يلزم ولا يتوفر فيها ما يكفي من مقومات العيش.

 

وعن أحد النازحين الذين التجأوا إلى منازل أقاربهم ينقل مراسل «وكالة 2 ديسمبر» عن النازح الضارب في الـ 56من عمره قوله "ضيعنا أرضنا وبهائمنا وبيوتنا". مبيناً الحالة المأساوية التي يعيشها مع أسرته المكونة من 9أفراد.

 

ولا تبدو في الأفق بوارق أمل لنازحي تعز، ومهجريها، فالمنظمات الحقوقية والدولية المفترض بها العمل على إدانة تهجير السكان والسعي لتحييدهم عن الحرب وإعادتهم إلى منازلهم تبدو غائبة عن المشهد، حاضرة على طاولة الانتهاز السياسي والاستغلال على حساب معاناة اليمنيين.

 

وينتظر نازحو تعز مزيداً من العون الإنساني والمساعدات العاجلة لانتشالهم من الوضع المزري، حيث تعمل منظمات إقليمية كمركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي بجهود عالية للوقوف إلى جانب سكان المحافظة المتضررين، وقد استفاد الآلاف منهم من المعونات التي قدمت خلال الفترة الماضية، غير أن الحاجة ما تزال ماسة لمزيد من المساعدات الإنسانية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية