لا خيار يمكن له تحرير محافظة الحديدة من المعاناة التي قست كثيرًا على سكانها، أكثر من استكمال تحرير المدينة ومينائها من ميليشيات الحوثي الكهنوتية، ففي ظل سيطرة الأخيرة على المدينة، ومنع أي عملية عسكرية تسعى لاستكمال السيطرة عليها، تكون المدينة مستعبدة للمعاناة ولا يمكن التحرر منها.

 

ولا يختلف اثنان مطلعان على الأوضاع في المدينة في وقوف ميليشيات الحوثي الكهنوتية وراء مفاقمة المعاناة سكان المدينة عبر افتعال الأزمات المتكررة، حتى تحصل على دعم دولي يمارس ضغوطا على التحالف لمنع أي عملية عسكرية تسعى لوضع حد للمعاناة التي يتكبدها السكان منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

جديد ما يؤكد ذلك، احتجاز المليشيات 51 ألف طن من مخزون القمح التابع لبرنامج الأغذية العالمي في ميناء الحديدة، وفق تصريحات المتحدثة باسمه.

 

وقالت هيرفي فيرهوسيل في تصريح صحفي، "مخازن القمح المحتجزة بميناء الحديدة يكفي لإطعام نحو3.7مليون شخص في شمال ووسط البلاد لمدة شهرة واحد".

 

وهنا يظهر جلياً، هدف المليشيات في حجز إغاثة السكان، بهدف مفاقمة معاناتهم التي قست عليهم كثيرًا خلال الأشهر الأخيرة بفعل سلسلة من الأزمات افتعلتها المليشيات لاستخدامها كورقة ضد التحالف والشرعية أمام المجتمع الدولي، وبالتالي منع أي عملية عسكرية تسعى لاستكمال السيطرة على المدينة.

 

وأكثر من ذلك، تؤكد هذه الممارسات الحوثية أن بقاء المدينة والميناء تحت سيطرة المليشيات يهدد مصير الآلاف من السكان، الذين باتوا مهددين بالجوع والمجاعة، لاسيما وأن هذه الممارسات تتزامن مع أخرى سبق افتعالها من قبل المليشيات على سبيل المثال لا الحصر، مصادرة مخازن أخرى للأغذية العالمي قبل أسابيع، ومنع دخول الشاحنات المحملة بالقمح إلى مخابز المدينة، وإخفاء المشتقات النفطية ومادة الغاز المنزلي، وإجبار السكان على النزوح من منازلهم، والعمل على توفير عوامل تردي الوضع الصحي، لانتشار الأوبئة، فضلًا عن نهب مخصصات أحد المشاريع الصحية المقدمة من قبل إحدى المنظمات الدولية للمدينة، حيث كان المشروع يهدف إلى دعم مواجهة ومعالجة حالات وباء الكوليرا والملاريا في المدينة.

 

وقال مصدر مطلع لـ «وكالة 2 ديسمبر»، إن المليشيات نهبت قبل أسابيع مواد غذائية من مخازن لبرنامج الغذاء العالمي بالحديدة، مُفيدًا، بمصادرة المليشيا مواد إغاثية من مخزن تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مديرية زبيد جنوب المدينة.

 

وأعقب ذلك، إجبار المليشيات سكان فضلوا البقاء في منازلهم بحارة الجعبلي في حي الربصة، وخلف تطوير تهامة على النزوح وترك المنازل بمختلف الوسائل التي وصلت إلى اقتحام بعضها وإفراغها بالقوة والتمركز فيها، حسبما تحدث المصدر، الذي أشار إلى حدوث ممارسات مماثلة بمناطق أخرى حيث حاولت إجبار سكان الأحياء القريبة من شارع الخمسين، ومدينة القائد، وجوار الحلقة بالقوة على النزوح للتمركز في منازلهم.

 

وأفاد مصدر طبي، برفض ميليشيات الحوثي تزويد مستشفى الثورة في المدينة بكميات كبيرة من المشتقات النفطية أو توفير الطاقة الكهربائية للمستشفى، لافتًا إلى أن المستشفى مهددًا بالتوقف، مشيرًا إلى أن انقطاع الخط الساخن للكهرباء عن المستشفى قد يؤدي إلى كارثة صحية وبيئية من خلال انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة.

 

وبحسب المصدر، فإن المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفى غير قادرة على العمل بشكل منتظم، في ظل عدم توفر مادة الديزل لتشغيلها على مدار الساعة، ضف إليه، انعدام الموازنات المالية الخاصة بصيانة المولدات من جهة أخرى.

 

ولم تنته ممارسات المليشيات لمفاقمة المعاناة عند ما تقدم، استمرت الممارسات حيث شكا سكان محليون في المدينة من انعدام المياه عن منازلهم نتيجة الخنادق التي حفرتها المليشيات الحوثية في شوارع وأحياء متفرقة بالمدينة، والتي أدت إلى انقطاع شبكات المياه، وقال مصدر واسع الاطلاع في المدينة، أن انقطاع المياه سيؤدي إلى انتشار الأوبئة خصوصًا الكوليرا بشكل كبير في المدينة.

 

وتحدث نشطاء حقوقيون عن تزايد أعداد النزوح من المدينة خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة قيام المليشيات الحوثية بنصب مدافع وصواريخ كاتيوشا في وسط الأحياء، وبالتالي تركت السكان عرضة للخطر.

 

وشكا سكان محليون تحدثوا للوكالة من انعدام مادة الغاز المنزلي، وتعمد المليشيات إخفاء كميات كبيرة من الغاز لبيعها في الأسواق السوداء، وقال أحدهم، إنه اضطر للبقاء أمام إحدى المحطات لثلاثة أيام للحصول على أسطوانة غاز منزلي.

 

وأكدت مصادر سياسية لـ «وكالة 2 ديسمبر»، أن المليشيات فعلت كل ما تقدم من ممارسات، للمتاجرة بمعاناة سكان مدينة الحديدة أمام المجتمع الدولي، حيث تتحدث أن المعارك هي من تقف وراء ذلك، وبالتالي، بحسب المصادر، تحصل المليشيات على ما تريده عبر الدفع بالمجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغوط الساعية إلى تحرير المدينة من المعاناة ومن يقف وراءها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية