يسهل لمليشيات الحوثي الإرهابية إيجاد مبرر وقح بعد ارتكاب إحدى الجرائم إذ أن تلك الأساليب باتت مألوفة لكل من يراقب تصرفاتها الإجرامية الوقحة بحق المدنيين.

 

آخر هذه التبريرات كانت للمخفي قسرا عبد الله أحمد خليل أحد سكان حارة غليل بالحديدة، فبعد أن قامت بدفنه دون علم أهله بررت ذلك بكونه فقيرا لا يملك ثمن الكفن الذي سيغطى به جثمانه.

 

وقصة خليل تحمل فصولا محزنة، فهذا المواطن الفقير والبائس جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مدينة الحديدة اعتقلته مليشيات الحوثي الإرهابية قبل نحو ستة أشهر.

 

جريمة الاعتقال كانت محزنة ومبررها كان قذرا ينم عن بشاعة حوثية لا يمكن التخلص منها سوى بسحق هذه العصابة الإجرامية.

 

فبعد أن قدمت مليشيات الإرهاب الحوثية إلى حارة غليل صادفت وجود خليل وسألته عن شخص آخر جاءت تبحث عنه.

 

ولأن خليل أحد النازحين في ذلك الحي ولا يعرف أحدا رد على سؤال المليشيات الإرهاب بعدم معرفته بالشخص المطلوب كونه نازحا.

 

وبعد ساعتين عادت المركبة الحوثية نفسها لتعتقله بزعم أنه تستر على أحد الدواعش، وقامت بتعذيبه طيلة الستة الأشهر الماضية كونه كاذبا لم يفصح عن مكان الشخص الذي جاءت تبحث عنه.

 

خلال فترة الاعتقال مارست العناصر السلالية تعذيبا ممنهجا بحقه، ووصلت القسوة بعناصرها إلى استخدام كل صنوف التعذيب المعتمدة لديها بشهية الحاقد المنتقم.

 

خليل الرجل النحيل والفقير قضى نحبه بعد ستة أشهر لعجزه عن تحمل أيام جديدة من الوحشية كما أكده أحد المحامين الذين كانوا يتابعون قضيته لمحرر "وكالة 2 ديسمبر".

 

ويضيف: بعد وفاته قامت العناصر الإرهابية بالاتصال بزوجته للتوقيع على مذكرة خروجه وهي انتهاك آخر بحق الرجل وعائلته، إذ إن الوثيقة التي وقعت عليها لم تكن سوى وثيقة الموافقة على دفنه.

 

ظلت زوجته المغدورة في ذلك اليوم تطالب مليشيات الإرهاب بإخراج زوجها، ولصرفها من المكان قدمت لها وعودا بخروجه في اليوم التالي.

 

وكعادتها الإجرامية المنهكة لكل القيم والقوانين الدولية قامت في اليوم التالي بدفنه بذريعة أنه فقير لا يمتلك ثمنا للكفن الذي سيغطي جثمانه.

 

تعرض خليل للغدر مرتين من قبل المليشيات الإرهابية الأولى في حياته عندما اعتقلته وعذبته دون ذنب، والأخرى عند وفاته بحرمان أهله من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه والسماح لها بتنظيم جنازة تليق به.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية