نِصاب العام الثوري في مواجهة الكهنوت يكتمل اليوم مُطلاً باليمنيين على الذكرى الأولى لانتفاضتهم الشعبية ضد مليشيات البغي والإجرام الكهنوتية في صنعاء المُنطلق، والمدن اليمانية التي ترزح آلاماً ومعاناة نتاج الظلم والقهر الذي يمارسه مجرمو الانقلاب، دعاة الحرب والفتنة والمتآمرون على مصائر الشعوب.

 

يتذكر اليمانيون اليوم وكلهم فخر وعزة وإباء، وصايا الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية السابق، قائد الانتفاضة الشعبية، الذي قدم حياته ً في طليعة شهداء الانتفاضة في سباق التحرر، وهو يشارك ملايين الجماهير حاملاً على عاتقه مسئولة المواجهة وإرشاد الشعب في طريق محفوف بالمخاطر لم يبالِ به عندما حان الوقت للوقوف بمسئولية ثورية وشعبية لتلبية تطلعات اليمنيين وإعلان الانتفاضة من عاصمة البلاد المُغتصبة "صنعاء".

 

اليوم وبعد عامٍ حافلٍ بالانتصارات وذكرى شرف مُهابة سيخلدها التاريخ كاتباً على  ناصيتها أن الشهيد الزعيم الذي أمضى حياته طويلاً في حماية مصالح الشعب دفعها بكل كرم في النهاية وهو يواجه الكهنوت للدفاع عن مصالح الشعب، تمضي اليمن إلى باحة النصر يكرمها أبناؤها في (المقاومة  الوطنية ، وألوية العمالقة، وأسود تهامة، والجيش الوطني) وكل المقاتلين الشجعان المرابطين في بطون الأودية وقمم الجبال وفي السواحل والصحاري، مواجهين في وحدة  صفهم وعقيدتهم الوطنية مشاريع البغي والظلام المحمولة على مناكب الانقلابيين الحوثيين.

 

يتحد اليمانيون في مشروع وطني راسخ، من المهرة حتى صعدة، يتكاتفون يداً بيد في جبهات البطولة والشرف على امتداد جبهات القتال، في الحديدة وتعز ولحج ومأرب والبيضاء والجوف وصعدة، وحجة، وصنعاء، على أمل قَرُبَ موعدُه لإعلاء بيارق النصر ورايات الجمهورية في المدن التي يحاصرها الحوثيون ويظلمون أهلها بالقهر والطغيان، لإعادتها إلى الساحة الجمهورية وإزالة شبح الطائفية والكهنوت عنها.

 

وفي هذه الذكرى شهد الوسط الشعبي والصحافي حراكاً كبير لاستذكار مآثر الرجال وتخليد تلك التضحيات لتبقى ذكرى مستدامة يحييها اليمنيون كلما آن الأوان لحلولها، وعنها يقول الدكتور جمال الحميري "الثاني من ديسمبر انتفاضة شعب من أجل الجمهورية من أجل الثورة والحرية من اجل استعادة مؤسسات الدولة قدم المؤتمر الشعبي العام من أجل الوطن خيرة رجاله الزعيم الشهيد الخالد علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر، وعارف الزوكا الأمين العام رحمة الله تغشاهم وكل الشهداء".

 

واعتبر الصحفي سمير الصلاحي انتفاضة 2 ديسمبر هي الذكرى الأولى لتوحيد الصف الجمهوري أكثر من كونها الذكرى الأولى لرحيل الرئيس السابق الذي ختم حياته بتحويل دمه وروحه إلى وقود لاستعادة الوطن المسلوب كما فعل الكثير أمثال القشيبي والشدادي واليافعي ورفاقهم..

 

ويقول الصحفي كامل الخوداني إن "2 ديسمبر انتفاضةٌ بوجه الزيف الكهنوتي السلالي المقيت، وقد أطلق شرارتها رجال عظماء، وربما لم تحقق أهدافها كاملةٌ، إلا أنها بترت أطراف ميليشيا الحوثي وحولته إلى جسدٍ كسيح يفاوض للبقاء حتى بمساحة قرية صغيرة، بينما يواصل الرجال استكمال تحقيق أهداف انتفاضتهم ولن يوقفهم شيء".

 

ويشير الدكتور نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام اليمنية إلى أن "الاحتفاء بذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر جزء لا يتجزأ من مقاومة الكهنوت الميليشاوي فقد سطرت الانتفاضة تحرك عسكري وشعبي ضد الحوثية في مناطق سيطرتها ومفاعيل الانتفاضة تنمو سياسيا وعسكريا لإنجاز أهدافها. العمق الحزبي والاجتماعي للانتفاضة يجعلها قادرة على إكمال انطلاقتها الأولى".

 

فيما يرى الكاتب الصحفي أمين الوائلي أن "الجبهات والجبهات وحدها منبر ديسمبر ورجال ديسمبر. لا مآتم، بل عزائم تخوض الموت إلى الحياة". ويشدد الوائلي على أن "ديسمبر مبعث عزم لا حائض مبكى".

 

ويؤكد مدير المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية محمد أنعم أن "الشعب اليمني لم يخذل الزعيم بدليل أن انتفاضة ديسمبر مستمرة، وها هي أهداف الانتفاضة تتحقق في الساحل الغربي وفي كل مكان باليمن..".

 

ويقول الناشط السياسي فهد الشرفي ‘‘تحل علينا ذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر وقد أصبح للمؤتمريين الشرفاء صولة وجولة في كل ميادين المواجهة للمليشيا الحوثية الإمامية، وهي مناسبة للدعوة للاصطفاف وتوحيد الصفوف ودعوة من تبقى في الظل للخروج إلى نور الكفاح السبتمبري في سبيل استعادة الكرامة والدولة‘‘.

 

ويتابع "كل من يشن حملات عدائية في ذكرى ديسمبر ضد المؤتمر وأنصار الزعيم الشهيد فهو حوثي متلبس أزعجته انتفاضة الكرامة فلا تردوا عليهم ولا تلقوا لهم بالاً، وواصلوا حشد الطاقات والهمم ورص الصفوف لتلافي كل تقصير فالوطن أمانة في أعناق كل أبناءه الشرفاء".

 

فيما يقول الناشط عادل النزيلي "لو سألت كل القيادات والمكونات بالداخل أو كل الدول العظمى اليوم ما هي أحلامكم ورؤيتكم لليمن لن تبلغ أحلامهم مجتمعين ما انجزه الزعيم التاريخي علي عبدالله صالح في مسيرة حياته برؤيته لليمن العظيم من صعدة حتى المهرة".

 

ها هي الانتفاضة تكشف عن حجم الالتحام الذي جاء في صحوة نادرة أعادت تعميق الصلات بين أبناء الشعب الواحد، وحجبت ظل الكهنوت المعتم، لتحصره في زاوية ضيقة لانتظار مصيره المحتوم، فالجميع يستذكر هذا اليوم الذي شكل نقطة فارقة في حياة اليمنيين وتاريخهم السياسي والنضالي والثوري الجمهوري.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية