تحل علينا الذكرى الأولى لاستشهاد اثنين من عظماء اليمن في العصر الحديث الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح والأمين الشهيد رمز الوفاء والرجولة عارف الزوكا.

 

أنهى زعيم شهداء اليمن عفاش الحميري حياته مدافعا عن ثورة سبتمبر مقاتلا جحافل الإمامة التي أرادت أن تعيد اليمن إلى ما قبل أيلول 1962 مرتدية جلبابا مختلف بينما المضمون والهدف واحد وهو استهداف جمهورية الشعب وإعادة مملكة الإمامة البغيضة.

 

وكما بدأ الزعيم الشهيد حياته العسكرية مقاتلا ضد الإمامة إلى جانب ثوار سبتمبر، فقد ختم حياته الحافلة بحب وعشق اليمن مدافعا عن ثورة سبتمبر ضد الإمامة في نسختها الجديدة وقادتها الموغلين في الكهنوت والتطرف الطائفي النتن.

 

وبين بداياته العسكرية ولحظات استشهاده رحلة زاخرة بالعطاء والتضحيات والنضال في سبيل اليمن أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة ومستقبلا سيدون بأحرف ناصعة البياض سيرة هذا التبع الحميري الذي وقف شامخا كالطود في وجه المحن، واستشهد وهو رافع الهامة لم ينكسر ولم يخَف ولم يتزحزح عن دفاعه عن ثورة سبتمبر أو يهادن أعداء الوطن.

 

بدأ الزعيم الشهيد حياته جنديا وشارك الأبطال صناع فجر اليمن الجمهوري بدايات الكفاح ضد الإمامة رغم حداثة سنه وعدم ارتباطه بأي مكون محسوب على جهات خارجية من تلك التي دعمت الثوار حيث كان منتميا لليمن وللثورة والوطن والتراب والإنسان اليمني المتجذر في عمق الأصالة والتاريخ.

 

وواصل رحلته النضالية مدافعا عن ثورة سبتمبر وبطلا من أبطال السبعين في مترس الأبطال على ثغور العاصمة، واستمر في مواجهة القوى الإمامية والكهنوتية، وخاض 6 حروب ضدها في صعدة وبني حشيش وحربا مستعرة ضد الخلايا النائمة التي كانت تنخر جسد الجمهورية من الداخل وصولا إلى آخر حروبه التي قدم فيها روحه الطاهرة رخيصة في سبيل اليمن ودفاعا عن ثورة 26 سبتمبر.

 

إنها نهاية الأبطال فلقد شاء الله أن تكون خاتمته زكية كسيرته الوطنية العطرة والصادقة حبا لليمن وثورته وشعبه، ولتكون هذه النهاية التي تليق بقائد حميري أصيل منعطفا جديدا في تاريخ اليمن ومسارات الأحداث التي جاءت قبل وبعد استشهاده.

 

أراد الله أن يخرس كل لسان حاولت التشكيك بتاريخ ونضال وتضحيات زعيم شهداء اليمن، فكانت خاتمته شهيدا مدافعا عن جمهورية الشعب وثورته السبتمبرية، ومؤذنا في محراب البطولة لكل اليمانيين أن هبوا للدفاع عن ثورتكم ووطنكم، وكانت تلك آخر نداءاته الصادقة والمعبرة عن معدنه الأصيل.

 

حين كان الجميع يترك صنعاء ويهرب خارج اليمن أمام جحافل الإمامة والكهنوت القادمة من كهوف التاريخ كان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح شامخا في عاصمة اليمن وبكل بطولة وشجاعة يقول أنا عفاش الحميري، وتلك كانت رسالته المهمة لليمنيين بأن أحفاد حمير لا يمكن أن ينقادوا لمشروع إمامي قادم من خارج تاريخ اليمن وإرثه الحضاري العريق.

 

لقد كان يذكر الإمامة في ثوبها الجديد أن أحفاد حمير هم أصحاب الحق والأرض والتاريخ، وأنه مهما تلبدت سماء اليمن بالغيوم لابد أن تبدد شمس أيلول المجيد هذه الغيوم، ويعود اليمن لأبنائه حرا محررا وتحت قيادة أبطال جدد ورجال لهم بصمة وحضور في مشهد استعادة الوطن من بين مخالب غاصبيه.

 

أيلول هو البداية الجمهورية للشعب اليمني، وهو الثابت الوطني الأكثر قداسة ونقاء وهو محراب الأبطال الذين قدموا على شرفاته أرواحهم الغالية رخيصة ودماءهم الزكية بكرم السماء.

 

لقد كان الزعيم الشهيد أكثر من عاش ثورة سبتمبر وعايش هم وقلق الدفاع عنها جنديا وثائرا ومدافعا عنها وقائدا ورئيسا وزعيما ثائرا، وخلال هذه الرحلة المكتظة بالبطولة كثيرا ما حذر ونادى ونبه إلى خطورة المتربصين بالثورة وضرورة اليقظة والتنبه لمؤامراتهم.

 

رحل عفاش الحميري إلى ربه شهيدا مكللا بالمهابة والفخار مختتما تاريخ من البطولة والتضحية والكفاح.. من ليالي حصار السبعين في حضن اللهيب؛ إنها قصة إصرار عجيب نسجت من وحي أيلول العجيب..

 

لتنم قرير العين يا فارس العرب فهناك الآلاف من أحفاد التبابعة الحميريين يخضبون اليوم أرض اليمن بدمهم الزكي الطاهر دفاعا عن ثورة سبتمبر استكمالا لتاريخكم النضالي أنت ورفاقك الذين منهم من مضى ومنهم من يرمق من بعيد باسما صولات الرجال في معارك الشرف والدفاع عن أيلول المجيد، وغداً سيحملون لك بشرى انتصار أبطال 26 سبتمبر مجددا في جولة أخرى من جولات النزال في أرض المعركة.

 

إلى روحك السلام خالدا في قلب اليمن أيها البطل الحميري الأصيل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية