لا يتم ذكر اسم الشهيد الأمين عارف الزوكا إلا وكانت صفة الوفاء والشجاعة مقرونة باسمه، ودوما تبقى خصال الأبطال وتضحياتهم وبطولاتهم تاريخا تتلقفه الأجيال، فهل نسي العرب الفارس اليمني عمرو بن معد يكرب الزبيدي بعد أكثر من 14 قرنا على وفاته؟! لازال خالدا في ذاكره اليمانيين وكذلك سيبقى الزوكا خالدا ورمزا لا تجهله مدونات التاريخ.

 

إنه الحميري القادم من عمق عوالق اليمن.. شرارة نار معجون بتراب بادية اليمن المزهوة بالأصالة والنخوة والشجاعة والوفاء..

 

لم يعمل الشهيد الامين عارف الزوكا في مكان أو منصب إلا وترك أثرا عَطرا يحكى عنه من إب الخضراء إلى مأرب سبأ إلى صنعاء العروبة حل مسؤولا حكوميا ورحل وبقيت مآثره وأعماله التي لا يمكن أن تنسى.

 

خلال انتخابات المحافظين في 2006 كان الزوكا محافظا لمأرب واقتضت الانتخابات أن يترك المنصب بعد أن قضى فترة ليست طويلة اعتبرها المأربيون مرحلة ذهبية بالنسبة لهم من حيث الأداء والإنجاز وخدمة المحافظة وتجاوز عثرات من سبقه من المحافظين.

 

وخلال عملية فرز أصوات المرشحين الذين تنافسوا على منصب محافظ مأرب وكان منهم الزايدي وحسين حازب ومرشح ثالث من شيوخ مأرب لاحظ المرشحون ومتابعو الفرز أن كثيرا من المقترعين رشحوا عارف الزوكا رغم أنه لم يكن مرشحا، وهذا يدل على الحب الكبير الذي يكنه له أحفاد ملوك سبأ رغم الفترة القصيرة التي عاشها بينهم.

 

عمل الزوكا متدرجا في مناصب حزبية وحكومية حتى وصل إلى منصب وزير وأمين عام لحزب المؤتمر الشعبي العام، وكان في كل مهمة يتحملها كتكليف وطني يعتبر نفسه جنديا مخلصا ووفيا للوطن وثورتي سبتمبر وأكتوبر، ومدافعا صلبا عن كل القيم الثورية والوحدوية والوطنية.

 

حين كانت جحافل الغدر والخيانة عصابة الكهنوت الحوثية في مثل هذا اليوم من سبتمبر 2017 تمطر مكان تواجده هو والزعيم الشهيد على عبد الله صالح في العاصمة صنعاء بحمم الموت من كل جانب؛ كان يتحدث لقناة بي بي سي في آخر لقاء له قبل استشهاده متحديا الموت مذكرا الجميع أن الزعيم صالح السبتمبري يخوض معركة الدفاع عن ثورة سبتمبر، ولم يكن مرتعدا أو خائفا من الموت أو مواجهة العصابة الكهنوتية بكل ترسانتها.

 

إما حياة بكرامة أو موت بشرف.. تلك كانت جملة الإباء التي رد بها الزوكا على رفيقه الزعيم صالح، وهو يطلب منه المغادرة مع لجنة الوساطة ويروي أبطال ملحمة انتفاضة 2 ديسمبر 2017، فصولا من شجاعة الأمين الشهيد عارف الزوكا في ميدان المعركة، فقد كان قائدا عسكريا رغم أنه مسؤول حكومي وقيادي حزبي وشخصية اجتماعية، لكن كانت خاتمته شهيدا في ميدان الدفاع عن الوطن وثورة 26 سبتمبر كقائد عسكري محنك.

 

لقد شكل الأمين الزوكا في حياته واستشهاده حالة فريدة في الوفاء والتضحية والبطولة والصداقة أيضا، وتفرد مع الزعيم -رحمهما الله- بصياغة فصل جديد في كتاب اليمن الحديث ودوَّنا غدر الكهنوت وتخاذل الرفاق في لحظات لن تنسى من ذاكرة اليمنيين.

 

وليس غريبا على عوض عارف الزوكا أن يشكل هو الآخر امتدادا لكل هذا الثراء الإنساني والوطني الذي شكله والده الأمين عارف الزوكا.. فها هو في الميدان مقاتلا صلبا ومعه الأبطال من عوالق شبوة يدافعون عن جمهورية الشعب وثورته الأم سبتمبر وأكتوبر في معركة الخلاص من الكهنوت والإمامة الجديدة.

 

جسد الزوكا معاني وحدة اليمانيين كشعب وقيم الوفاء كصديق وسجايا المحارب الشهم كمقاتل وتضحية المناضل الوطني كمواطن ومسؤول وقائد سياسي وكان استشهاده خاتمة تليق بعظمته وبطولته ونبل وأصالة منبته.. سلاماً إلى روحك في الخالدين يا أبا عوض.



اقرأ المزيد:

عفاش الحميري.. الشهيد في محراب سبتمبر

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية