لا يختلف اثنان من طلاب جامعة صنعاء، على تدهور مستوى العملية التعليمية إلى أدنى المستويات في زمن ميليشيات الحوثي الكهنوتية، التي تعمدت تعدد جرائمها بداخل الصرح التعليمي العملاق في اليمن لإقناع الطلاب بعدم جدوى التعليم والتوجه إلى جبهات القتال.

 

فبعد نفاد جميع المخازن البشرية للمليشيات الحوثية في المحافظات المختطفة، لجأت إلى جامعة صنعاء حيث أكبر منشأة تعليمية تحتضن آلاف الطلاب، لحشدهم إلى جبهات القتال العسكرية للدفاع عنها. لم تتمكن من إقناع الطلاب بالتوجه إلى جبهات القتال، عبر إقامة الفعاليات الطائفية والاستقطاب، فقررت لاحقًا، تنفيذ سياسة تدميرية لإنهاء العملية التعليمية بداخل الحرم الجامعي، ومحاربة التعليم برمته بداخل الجامعة.

 

ولا تستثن هذه السياسة أحدًا في الحرم الجامعي، معارضاً للمليشيات، تشمل الجميع أعضاء هيئة تدريس، طلابا، عملية تعليمية بشكل عام، وفق مصادر أكاديمية وأخرى طلابية صرحت لوكالة "2ديسمبر"، بتدهور التعليم في الجامعة إلى أدنى المستويات بسبب السياسات الحوثية التدميرية التي تستهدف الجامعة.

 

وأبلغت مصادر أكاديمية الوكالة، بتدشين المليشيات حملة تعسفات تطال جميع المعارضين لها من أعضاء هيئة التدريس، عبر قطع رواتبهم في البداية، وفصلهم لاحقًا، بحجة تغيبهم عن التدريس. آخر قرار فصل، بحسب المصدر، شمل 117أكاديميًا، منهم مختطفون بسجونها.

 

وأفادت بإصدار رئيس جامعة صنعاء المعين من قبل المليشيات ’’أحمد الدغار‘‘ قرارًا بفصل 117 أكاديميًا، تحت مبررات واهية قبل أيام، وقبلها، أصدر الدغار، قرارات بفصل المئات من أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى أنها تقطع رواتبهم منذ ثلاث سنوات.

 

ووفق المصادر، يعد أعضاء هيئة التدريس الذين صدر بحقهم قرار الفصل الحوثي من أفضل الكوادر الأكاديمية بداخل الجامعة، واعتبرته استهدافا للعملية التعليمية وليس لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

 

وأدت تعسفات المليشيات بحسب مصادر طلابية، إلى تدهور كبير وغير مسبوق بالعملية التعليمية ليس في جامعة صنعاء فحسب، بل امتدت إلى الجامعات الخاصة، حيث كشفت المصادر، أن العديد من أعضاء هيئة التدريس، يعملون في الجامعات الخاصة للتدريس.

 

وأجمعت المصادر الأكاديمية والطلابية، على تعمد المليشيات تنفيذ هذه التعسفات، لعدة أهداف، تبدأ بتدمير التعليم الذي تراه عدوًا لها، ولا تنتهي بهدف تحويل الجامعة إلى ثكنات عسكرية للحشد إلى جبهات القتال، ونقل الطلاب من الجامعة إلى الجبهات.

 

وهو ما تم بحسب المصادر الطلابية، التي كشفت عن زرع المليشيات مخبرين للحديث بين الطلاب أن التعليم غير مجدٍ هذه الأيام، والأجدى التوجه إلى جبهات القتال، موضحة أكثر: وضعت المليشيات مخبرين بالكليات لإشاعة أن الدراسة لا تنفع والدفع بالطلاب للجبهات ورفع أسماء بمعارضي الانقلاب، تمهيدا لاختطافهم.

 

وأكدت تحويل المليشيات معظم الحرم الجامعي إلى ميادين للعروض العسكرية لمليشياتها، وأنها تقول أن التعليم مجرد ضياع للوقت، وقالت إن المليشيات لا تولي التعليم أي اهتمام وأولوياتها الموت من خلال دفع الطلاب إلى الجبهات وتحريضهم على أبناء وطنهم.

 

وإلى جانب ذلك، فرضت المليشيات تدريس ملازم طائفية على الطلاب، وفق المصادر، التي قالت إن المليشيات تفرض مقررات طائفية وتدميرية تخدم المشروع التدمير الإمامي للمليشيات، وأنها إلى جانب ذلك، تسخر من الطلاب الذين يلبسون البنطلونات داخل الحرم الجامعي.

 

ولم يعد التعليم كمان كان في السابق بداخل جامعة صنعاء بحسب جميع المصادر، التي قالت إن فعاليات المليشيات بداخل قاعات المحاضرات بشكل شبه يومي تعطل محاضرات الطلاب، وأن العديد من الدكاترة لا يحضرون لإلقاء المحاضرات لعدم حصولهم على المستحقات والرواتب، وأنهم يتلقون أقل من نصاب المقرر التعليمي.

 

وهنا، لم يعد خافيًا أن جامعة صنعاء تحولت من منشأة تعليمية إلى منشأة مدمرة لا لشيء سوى خدمة المشروع الحوثي، والتمكن من استقطاب الطلاب إلى جبهات القتال. هو المشروع التدميري الحوثي إذاً في أوضح صورة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية