كشف تحليل أجرته مجموعة الصحة العاملة في إطار برامج الأمم المتحدة في اليمن، إن الأسباب الرئيسة للوفيات التي يمكن تجنبها في البلاد هي الأمراض المعدية وأمراض الأمومة والفترة المحيطة بالولادة والتغذية -التي تشكل مجتمعة 50 بالمائة من الوفيات- والأمراض غير المعدية 39 بالمائة من الوفيات.
 


ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي السلالية، على الدولة نهاية 2014، وتعطيلها للخدمات الاجتماعية الاساسية، وإجهاض أجندة الدولة لتحقيق أهداف التنمية الألفية، انهار القطاع الصحي، وعاودت الأمراض المعدية الظهور في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا، بعدما كانت قد اختفت عقوداً من الزمن.
 


وتفشت خلال السنوات الثلاث الماضية العدد من الأمراض، مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة وحمى الضنك والجرب، أودت بأروح عشرات الآلاف من السكان، في ظل تدهور القطاع الصحي، وعدم قدرته على الاستجابة لاستقبال الحالات المرضية الطارئة.
 


وبحسب الأمم المتحدة، أودت الحرب والأوبية وسوء التغذية في اليمن، بنحو 230 ألف امرأة وطفل ورجل لقوا مصرعهم نتيجة الصراع إما بأسباب مباشرة أو غير مباشرة، بما في ذلك انعدام الغذاء والخدمات الطبية.
 


وأوقفت ميليشيا الحوثي النفقات التشغيلية ومخصصات الصيانة للمستشفيات الحكومية، والمراكز الصحية، وأصبحت معظم تلك المستشفيات غير قادرة على استقبال الكثير من الحالات المرضية، وعاجزة عن توفير الرعاية الصحية المطلوبة للمرضى نتيجة النقص الحاد في الأجهزة والمعدات الطبية وتعطل ما يقارب 50% منها وخروجها عن العمل.
 


واعتبرت وثيقة المشروع الطارئ للصحة والتغذية في اليمن، حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على نسخة منها، أن الفشل في تحقيق الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية المتمثل في القضاء على الفقر المدقع والجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية من أخطر التحديات الصحية في اليمن.
 


ووفقاً لتقرير دليل التنمية البشرية الدولي فقد اليمن 20 عاما من التنمية، والذي كان يقترب من تحقيق التنمية الشاملة، وأحرز تقدما في معظم أهداف التنمية الألفية، الا أن ميليشيا الحوثي خلال أربع سنوات منذ انقلابها على الدولة، دمرت الاقتصاد، وأوقفت الخدمات العامة الحكومية، وقادت البلاد إلى المجاعة، وأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
 


ويشهد اليمن حالياً أحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم حيث يموت طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها، ويعاني حوالي 1.4 مليون طفل من سوء التغذية الحاد المعتدل وحوالي 370 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، في حين أن معدلات سوء التغذية الحاد العام تصل إلى 28% في بعض المناطق، ضعف عتبة الطوارئ المحددة عند 15 في المائة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية