تتبخر الدعوات لتوحيد الصف الجمهوري مثل فقاقيع الصابون، لأن البعض يطلقها للمزايدات السياسية فقط وبهدف ايهام جماهير الشعب، بينما لم نلمس من هؤلاء وفي إطار مسؤولياتهم الوطنية أي عمل من شانه ان يسهم في توحيد الصف والتحرك لمواجهة جحافل الامامة الذين يواصلون بوحشية ذبح وخلس الجمهورية، والتي لم تعد الا مجرد علم وشعار معلق في الجدار يذكرنا برؤوس ابطال الثورة اليمنية الذين كان لهم الفضل في أسقاط الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد. 
 
تبدو الساحة اشبه بسوق مكتظ بالمتاجرين بالشعارات الوطنية ويمتلك الحوثي – الذي يتمسك بخرافة (الولاية) - نصيب الأسد، وبكل بجاحه يدعي أنه يدافع عن النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية والسلم الاجتماعي أيضا، ووصلت ذروة مزايدته الى الاحتفال بما يسمى بيوم (الولاية) برفع علم الجمهورية.
 
أي دعوة لتوحيد الصف الجمهوري، لا يجب أن تطلق في الهواء، بل لابد أن تترجم على الواقع بخطوات عمليه، وتحديداً في جبهات القتال لاستعادة نظامنا الجمهوري سواء في الساحل الغربي اوفي نهم أو في تعز او البيضاء أو الضالع، مالم فهي مجرد فقاقيع يطلقها البعض كغطاء لإخفاء، أطماعهم الحزبية والشخصية.  
 
إن وحدة الصف تعد قضية محورية في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا ويجب التعامل معها بحرص وطني مسؤول، لا أن يستهلكها البعض لمجرد (الضحك على بعضنا البعض) متوهمين بأن لديهم ذكاء خارق لترويج الشعارات البراقة، غير مدركين أنه (ليس كل مرة تسلم الجرة)، وأنه لم يعد بمقدورهم  التهرب من الاستحقاقات الوطنية لإيجاد معالجات كفيلة بإخراج البلاد والعباد من هذه الأوضاع المأساوية التي بالإمكان تجاوزها بالتوقف عن الممارسات الانتهازية وعدم تكرار اخطاء الماضي، لأنهم في الأول والأخير هم من خسروا حلفائهم وفقدوا ثقة الجماهير واصبحوا منبوذين من الشارع اليمني. 
 
إن الاشتغال بتمزيق الصف الجمهوري وتشتيت قواه والتآمر عليها هو الفعل الذي يسير بوتيرة عالية للأسف، ونتجرع غصصه يومياً باسم وحدة الصف الجمهوري، ومن باب التذكير فقط: لقد ذبح الصف الجمهوري بالأمس بتوقيع اتفاق ستوكهولم الذي حال دون تحرير مدينة الحديدة وعودتها الى حضن الجمهورية.. وذبح الصف الجمهوري باغتيال العميد عدنان الحمادي مثلما ذبح في اتفاقيات دراماتيكية على غرار اتفاق السلم والشراكة.. ويمزق الصف الجمهوري في صفقات تبادل أسرى وفي معارك يتصدر فيها الدفاع عن الحزب قبل الدفاع عن النظام الجمهوري.  
 
إن مأتم تمزيق الصف يتمدد وتكاد تنبعث في خارطة المناطق المحررة هويات هي أبعد عن الجمهورية والدولة الاتحادية، فثمة متغيرات تفرض نفسها بقوة على الأرض، إذا لم يتم المبادرة بإجراء إصلاحات سريعة، وإيجاد شراكة وطنية واسعة لمواجهة الحوثي فان الجميع سيواجهون كارثة محدقة.
 
لم يعد في الساحة مكاناً للمتاجرة بالشعارات، فالمرحلة تتطلب خطوات على الأرض، خاصة وهناك قواسم مشتركة قادرة على توحيد شتات قوى الصف الجمهوري، واشتغال الجميع في جبهة واحدة موجهة ضد عدو شعبنا الأول الحوثي، للخروج من مأزق المعارك العبثية التي صارت تتصدر اهتمامنا واهتمام الأشقاء عن معركة شعبنا الرئيسية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية