يعد 27 فبراير 2012م حدثا تاريخيا ومكسبا وطنيا كأول عملية تبادل سلمي للسلطة أنجزها بنجاح الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، ليرسم بذلك تجربة ديمقراطية فريدة في هذه المنطقة من العالم حيث تعدد نُظم الحكم والصراعات الإقليمية وأعاصير التغيير القادمة من الغرب.

 

في هذا التأريخ، تمكن الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح من تطوير نوعي في إرساء مداميك التجربة الديمقراطية الفتية في ظل محاولات بعض أبناء اليمن تغيير السلطة الحاكمة بالقوة - وليس تبادلها سلميا – رامين عرض الحائط بمكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة، طيشا من بعض شبابها وتقديم مصالح شخصية وحزبية ضيقة من كهول آخرين، مستندين على مخططات خارجية اكتووا بنيرانها لاحقاً.

 

فكان هذا اليوم الخالد حاملا معه نصرا ديمقراطيا وترجمة لحرص الزعيم علي عبدالله صالح على الالتزام بالدستور والنظام والقانون للخروج بالبلد إلى بر الأمان وعدم إراقة الدم اليمني، وحفاظا على مكتسبات الثورة في تلك المرحلة العصيبة على رغم أن اليمن بنى في عهده جيشا قويا حاميا لمكتسبات الوطن وهذا ما يؤكد عدم تسليمه السلطة ضعفا أو تحت ضغوط داخلية أو حتى خارجية.

 

وتأكيداً على احترام إرادة الجماهير التي حملته على الأعناق بعد أول فترة رئاسية له بدأها في 17 يوليو عام 1978م، أصر الزعيم الصالح على أن تتم عملية تسليم السلطة للرئيس الجديد كما أقرها دستور الجمهورية اليمنية، المستفتى عليه شعبياً، عبر انتخابات يشارك فيها الشعب اليمني باعتباره صاحب الحق الأول في اختيار رئيس الجمهورية ومصدر السلطات جميعا، وكان له ما أراد.

 

وفي محفل تاريخي مهيب شهده العالم داخل القصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء، حضره سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن الرئيس علي عبدالله صالح للعالم تسليم كرسي الرئاسة سلميا وهو بذلك يثبت بشكل عملي عدم تمسكه بهذا المنصب كما كان يروج المتآمرون.

 

تسلم الرئيس الجديد كرسي الحكم ومؤسسة الرئاسة ومعها قيادة القوات المسلحة والأمن وكل الحقوق والامتيازات، القانونية والسياسية، المرتبطة بصفة رئيس الجمهورية اليمنية في ظل دولة قائمة بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومعها علم الجمهورية اليمنية؛ على أن يقوم بتسليمها للرئيس المنتخب القادم بعد انقضاء فترة انتقالية مدتها عامان.

 

وبعد انقضاء عامين من هذه التجربة الخالدة، مع عدم تسليم السلطة سلمياً، دخل اليمنيون في أتون مرحلة مظلمة إثر استيلاء مليشيا كهنوتية على كرسي الحكم بقوة السلاح زاعمة أنه حق إلهي، ولا يمكن الخروج منها إلا باستلهام تجربة 27 فبراير 2012م المرتكزة على تسليم السلطة للشعب مصدر السلطات والتصدي للكهنوت ولمن يحاول الاستيلاء على السلطة باستخدام وسيلة ليس الصندوق من بينها.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية