يشغب أهل العطالة بأفواههم، وفي أيديهم من الفعل المفيد صفر.. جلوس في حضرة ثورة غدا ذكرها مقرونا بالكوارث والمخزيات، ولا يفكرون في مغادرة هذه الحضرة حتى.. وأكثر همهم طارق العفاشي ونظام سابق، ولا ينتبهون أن اليمن فقدت الشيء الكثير بفقد النظام.
 
أغلب أولئك إعلاميون وسياسيون انتظموا داخل إطار جماعتين إحداهما حوثية والأخرى إخوانية، تستخدمهما دولة قطر لنشر الفوضى في أماكن محددة داخل اليمن بقصد إرباك الدولتين الرئيستين في التحالف العربي لدعم الشرعية.. لا يخجلون من محاكاة حمار بيت العسل في قصة المثل الشعبي المعروف.. يمسكون بتلابيب السلطة في بيئاتهم ولا يعملون فيها عملا صغيرا لمصلحة المواطنين، وإذا رأوا غيرهم في الساحل الغربي منكباً على العمل الذكي والمثمر يغضبون.
 
بالنسبة لنا نطالب القيادة المشتركة في الساحل الغربي رفع مستويات الغضب واللؤم لدى أولئك، من خلال فعل المفيد والمزيد لمصلحة الناس.
 
إن بين هؤلاء الأودَّاء وأولئك المنهمكين في صنع العداوات واستجرار الماضي، تفصل مساحة متسعة.. وهنا قليل من الأشياء التي تشكل فارقا بين الاثنين:
حتى الآن، أنجزت القيادة المشتركة كثيرا من المهام المتعلقة بتنمية المجتمع المحلي في الساحل الغربي، وتقديم خدمات لتحسين ظروف الحياة، وبالتوكيد هذا يتم بفضل الإسهام الإماراتي، وبعض الدعم السعودي في تمويل معظم مشاريع التنمية والخدمات التي أنجزت أو يستمر العمل في سبيل إنجازها الآن.
 
هنا في هذه الرقعة الجغرافية، حيث يوجد حراس الجمهورية، وحيث توجد القيادة المشتركة للقوات المشتركة يتجلى أمام المواطنين اليمنيين الفارق بين أهل العطالة، ومدمني العمل الهادف المفيد.. وهنا فارق.
 
هنا يتم تزويد الطلاب والطالبات والتلاميذ والتلميذات في المدارس بمقاعد.. والفارق هو أنه حيث يوجد الغاضبون لم تزل كثير من المدارس ثكنات عسكرية، في مدن ومديريات طردت منها ميليشيا الجماعة الحوثية منذ عدة سنوات.. وهذا فارق.
 
في مديرية المخا مولت قيادة القوات المشتركة أول دوري كروي للأندية في المديرية والمديريات التعزية المجاورة.. وفي جهات أهل العطالة الرياضة معطلة، والشباب يستخدمون من قبل الجماعات المسلحة وقودا للحروب البينية التي تندلع كل ما اختلفت قيادات تلك الجماعات حول أرضية هنا أو هناك، أو حول نصيب كل منها من التمويل القطري أو مغانم الحرب.. وبين الحالتين فارق كبير.
 
في عواصم محافظاتهم، ما تزال قيادات السلطة المحلية مسيطرة على مبان ليست لها، وفي مديرية المخا تكاد شركة سمدان للمقاولات تنهي عملية إعادة بناء وتأهيل المقر الرسمي للسلطة المحلية في المديرية، بتمويل من القائد العفاشي.. وهذا فارق.
 
في الجهات التي يتحكم بها الغاضبون علينا، قد تم دفن الخدمات الصحية، ولم يبق منها سوى أثر قليل، وهنا في الساحل الغربي يتم تشييد ثلاث مستشفيات ميدانية، استطاع قائد من النظام العفاشي إقناع الأشقاء السعوديين بتمويلها.. وهنا فارق.
 
كونت القيادة المشتركة فريقا متخصصا في نزع وإتلاف الألغام والمتفجرات، وهو ما يزال حتى هذه الساعة يبلي في هذا المجال بلاء محترما، وفي الجهات الثانية ينتظرون المشروع السعودي لنزع الألغام المعروف اختصاراً باسم "مسام".. وهذا من جملة الفوارق.
 
في هذه الجهة تقدم قيادة القوات المشتركة موارد مالية ومادية لا بأس بها لمصلحة النازحين والمرضى وأسر القتلى المدنيين.. وهناك يصلون النازحين نارا، ويقتلون مدنيين زيادة.. فتبينوا الفارق.
 
هناك سلطات محلية تعيش وتعيش السكان معها وسط كتل القمامة، وهنا في الساحل الغربي الذي تكاد تغيب عنه أدوار السلطة المحلية، يقوم منتسبو المقاومة المشتركة جنبا إلى جنب مع الهلال الأحمر الإماراتي بحملات دورية لتنظيف المدن من القمامات والملوثات.. وهنا أمامنا فارق آخر.
هناك تقوم الجماعات المسلحة بنهب مولدات التيار الكهربائي الخاصة بمؤسسات الدولة حسب ما أكد أحد وكلاء محافظة تعز مثلا، وهنا تقدم قيادة القوات المشتركة منظومات متكاملة للطاقة الشمسية لمشاريع المياه في المديريات التي لم تستطع إداراتها الحصول على قيمة مادة الديزل.. وهذا ليس آخر الفوارق، إذ ما أكثرها!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية