مظاهر الثراء الفاحش والترف الذي تعيشه قيادات مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها أصبحت عنوانا عريضا لمدى المتاجرة السافرة لهذه القيادات بدماء وارواح من يقاتل الى جانبها سواء من المفخخين بمعارف الحوزات الطائفية أو المغرر بهم بالخطاب الزائف .
 
خلال اليومين الماضيين كان قصر أحد قيادات المليشيا حديث منصات التواصل الاجتماعي المختلفة حيث بلغت القيمة السوقية للمنزل الفخم الذي اشتراه هذا القيادي مليون دولار أي ما يعادل 700 مليون ريال يمني تكفي لدفع مرتب شهري لـ 14 ألف موظف من الذين تصادر المليشيات مرتباتهم .
 
هذا منزل واحد لقيادي واحد وهذا القيادي ليس من الصف الأول ناهيك عن السيارات والأثاث والمقتنيات والصرفيات اليومية الباذخة في وسط مجتمع يعيش ظروفا مأساوية وإفقارا ممنهجا يستمر للعام السادس على التوالي.
 
حولت قيادات العصابة الحوثية صنعاء إلى إقطاعية خاصة لها وتفيدت أموال الشعب لبناء ممالك مترفة من حقوق الشعب ومرتبات الموظفين وعائدات المؤسسات الإيرادية .
 
وليس غائبا عن أعين المقهورين بالفقر والجوع في أزقة صنعاء وأحيائها حفلات الأعراس الباذخة لأبناء القناديل في حين تعود جثث أبناء الفقراء والمغرر بهم في توابيت مغلقة لا يستطيعون حتى إلقاء النظرة الأخيرة عليهم ومنهم من وصلته أكثر من جثة على أنها لقريبة وآخرين يعودون أحياء بعد أن شيع أهاليهم جثمانا مغلفا لشخص لا يعلم أحد إلى أي أسرة ينتمي .
 
قائمة طويلة من القيادات الحوثية انتقلت في ظرف عام واحد فقط إلى مربع الثراء الفاحش، ولم تعد أصول ممتلكاتها تنحصر على اليمن فقط بل وصلت إلى ضاحية بيروت وعواصم أوروبية حيث تعمل قيادات متواجدة في الخارج على بناء كتلة مالية للعصابة وقادتها وبأسهم توزع فيما بينهم .
 
يتقاسمون فرص الإثراء فيما بينهم ويوزعون فرص الإفقار للشعب في مناطق سيطرتهم، ويظهر زعيمهم المنافق متحدثا للمسحوقين عن الصبر والتحمل وجهاد النفس والصمود وتقاسم اللقمة والتبرع للحرب في حين تعيش قيادات عصابته في مستوى يتجاوز مستويات نخبة المجتمعات الغنية .
 
تملكت قيادات المليشيا عقارات الأوقاف وأملاك الدولة وصادرت شركات وأممت ممتلكات ونهبت كل ما يقع تحت يديها من ثروات ووصل بها الحال حد تقاسم محاصيل زراعية مع المزارعين في تهامة، وفرضت جمارك إضافية وإتاوات مضاعفة وتوجت كل مسيرة النهب هذه بإقرار قانون الخمس الذي يشرعن مصادرة 20% من  ما يمتلك كل يمني .
 
ما يحصل اليوم من قبل مليشيات الحوثي وقياداتها يعيد إلى الأذهان كيف كان الأئمة يعيشون حياة باذخة بينما يموت الشعب جوعا، وقد شاهد اليمنيون ترف حياة الأئمة في المتاحف بعد أن منحتهم ثورة 26 سبتمبر فرصة التعرف على رفاهية أدعياء التقوى والصلاح من أئمة الأمس الذين يظهرون اليوم بنسخة محدثة مع فارق أنه بالأمس كانت هناك قصور محدودة للأئمة بينما اليوم لكل قيادي حوثي قصر إمام .
 
جلبت الإمامة للشعب المرض والفقر والجوع والتخلف واستحضرت المليشيات الحوثية كل تلك الكوارث مجتمعة مع فارق أن مليشيات الحوثي أنجزت مسيرة الخراب للوصول الى إنجازات الإمامة بمدة زمنية قصيرة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية