في كل مداولات أو حراك سياسي دولي حول الملف اليمني تحضر طهران بشكل صريح كطرف فاعل يمثل مليشيا الحوثي الانقلابية بل ويكون الجانب الإيراني هو المعني بالقبول أو الرفض لكل المقترحات والمبادرات.
 
ذهاب كل المفاوضين إلى طهران، قبل التحدث مع مليشيات الحوثي حول أي نص أو تحرك، يؤكد بشكل جلي بأن المليشيا ليست سوى عصابة تنفذ أوامر أسيادها في طهران مهما كانت هذه الأوامر والأجندة الرابضة وراءها، حتى وإن دفنت المليشيا كل قادتها وأفرادها في التراب تلبية لرغبات ومخططات المرشد الأعلى.
 
المبعوث الأممي مارتن غريفيث أعلن أمس الأول عن لقاء جمعه بكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني لبحث الأزمة اليمنية، وجاء الاجتماع مع الجانب الإيراني عقب لقاء افتراضي عقده غريفيث مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية لبحث ملف الأزمة اليمنية.
 
يدرك المجتمع الدولي أن المليشيا الحوثية ليست سوى قفاز تستخدمه طهران لتنفيذ مخططاتها القذرة في المنطقة وأن هذه المليشيا لا تملك قرار الحرب أو السلم، لذلك تكون إيران هي القبلة التي يحج إليها الساسة الدوليون وكل المهتمين بالملف اليمني كون قرار الحوثيين في طهران وليس في صعدة أو صنعاء.
 
وخلال كل جولات المشاورات والحوار التي دارت بين الشرعية والمليشيا الحوثية كانت أصابع طهران حاضرة في صياغة كل ملاحظة أو اعتراض أو نقاش بل وصل الأمر إلى حد أن المليشيا تتنصل عن موافقة على بنود أو صيغ تسويات بعد أن كانت وافقت عليها خلال جلسات النقاش.
 
يصف الإيرانيون المليشيا الحوثية بشيعة الشوارع رغم أنها تقدم خدمات جليلة لدولتهم من خلال تواجدها في منطقة ذات جغرافيا استراتيجية ومع ذلك لا ترتقي تضحيات المليشيا الكبيرة إلى مستوى منحها ولو تسمية تحفظ ماء وجه هذه المليشيا الإمامية الرخيصة في سوق التبعية والسياسة.
 
تنكل المليشيا باليمنيين وتدمر بلدا عامرا من أجل إرضاء ملالي طهران والمرشد الأعلى وتقدم نفسها رخيصة في بورصة العمالة، لأنه كما هو معلوم فإن الحركات والجماعات تتحرك لتحقيق أهداف خاصة بها وليس لتمكين طرف آخر من تحقيق نجاحات حتى على حساب هذا المكون المحلي.
 
من جانبها تستثمر طهران هذه التبعية العمياء لها من قبل مليشيا الحوثي كورقة سياسية في صراعها مع الإقليم والمجتمع الدولي ولتحقيق مكاسب خاصة بالنظام الإيراني على حساب تدمير مكتسبات الشعب اليمني والتي شيدها وكافح للحصول عليها خلال أكثر من نصف قرن.
 
لا يحق للمليشيا أن تقرر أو تشترط أو حتى تقدم عروضا سواء بالسلام أو بوقف الحرب لأنها عبارة عن آلة حرب فقط تدار من أقبية المنظومة القومية الفارسية التي تستخدم حتى المذهب غطاءا لمشاريعها التوسعية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية