الكتابة عن تاريخ ثورتي ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م  و  ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م بصورة كلية او بصورة جزئية هي مسألة امانة تاريخية لدى كل من يكتب حرفا أو كلمة أو سطرا  أو صفحة أو كتابا عن تاريخها .
فعلا هي مسألة أمانة تاريخية أمام الله وأمام الشعب وأمام الأجيال .
 
هي مسألة أمانة تاريخية لدى السلطة الجمهورية ولدى الأحزاب والتنظيمات السياسية الجمهورية ولدى كل مثقفي الجمهورية الذين يؤمنون بتاريخ الثورتين وبتاريخ أبطالها ولدى الأجيال القادمة.
 
الكتابة عن تاريخ الثورتين هي مسألة أمانة تاريخية بأن تكون الكتابة عنها في المقام الأول بتجرد وبإنصاف وذلك على اعتبار أن تاريخ الثورتين ليس تاريخ شخصية أو تاريخ أسرة معينة أو  تاريخ حزب أو تاريخ تنظيم معين أو تاريخ منطقة أو تاريخ محافظة معينة وإنما هو تاريخ الجمهورية وأجيالها .
 
لكن ما هو حادث بدون أسف أو تأسف أن بعض الكتاب من عديمي الأمانة  والضمير سواء كانوا سياسيين أو مستقلين قد جعلوا من كتابة تاريخ الثورتين هدفا للاتجار السياسي ، هدفا لكسب الشهرة ، هدفا لاستهداف تاريخ الثورة بصوره كلية أو بصورة جزئية ، هدفا لاستهداف تاريخ أبطاله ونقول بدون أسف أو تأسف لأن التحريف والتزييف والتغييب والإضافات سرعان ما تنكشف وسرعان ما تنزل إلى قاع الوحل وإن تركت تأثيرات معينة .
مثلا على سبيل ما هو حادث عمدا رغم الحقائق التاريخية الساطعة من تحريف في جزئية من تاريخ تنظيم الضباط الأحرار تحديدا حول مسألة تأسيس التنظيم، فهؤلاء الكتاب عديمي الأمانة والضمير يسعون جاهدين وبكل ما آتتهم مصالحهم الضيقة من قوة إلى تحريف تاريخ تأسيس التنظيم إما لمصلحة شخصية أو لمصلحة أسرية أو لمصلحة حزبية أو لمصلحة مناطقية أو لمصلحة سياسية أو لمصلحة قوى رجعية وذلك على حساب حقائق ووثائق تاريخ تأسيس التنظيم .
 
فيما يلي نورد حقائق تأسيس تنظيم الضباط الأحرار وذلك من واقع محاضر اجتماعاته بالنص وبالحرف ودون تحريف أو تزييف أو تغييب أو إضافة أو حذف نقلا من كتاب أسرار ووثائق الثورة ( أول كتاب يصدر عن تاريخ ثورة ٢٦سبتمبر ) الكتاب الذي اعدته لجنة من تنظيم الضباط الأحرار وعلى رأسها :
-  العميد صالح علي الاشول - عضو قيادة التنظيم .
- العميد احمد محمد الرحومي - عضو قيادة التنظيم .
- العميد ناجي علي الاشول - أمين سر التنظيم .
 
وعضوية كل من أعضاء القاعدة التأسيسية للتنظيم  :-
- العميد محمد حاتم الخاوي
- العميد عبدالله عبدالسلام صبرة 
- العميد عبدالله محسن المؤيد  .
 
وراجعة:
- العميد عبداللطيف ضيف الله
    رئيس تنظيم الضباط الاحرار
- العميد علي قاسم المؤيد - عضو قيادة التنظيم  .
- العميد حمود محمد بيدر - عضو القاعدة التأسيسية .
 
وفيما يلي نورد تاريخ تأسيس التنظيم كما يلي :
بعد عقد اجتماعات تمهيدية عديدة للضباط على مختلف المستويات أو من مختلف الدفعات من ضباط الجيش والأمن تقرر إنشاء تنظيم ثوري سري يسمى بمنظمة الضباط الأحرار، ثم تطورت التسمية إلى تنظيم الضباط الأحرار وفي ديسمبر ١٩٦١م وقع الاجتماع الحاسم في منزل الملازم عبدالله المؤيد وحضرة كل من الاخوة الضباط التالية أسماؤهم:
١- ملازم عبدالكريم السكري 
٢- ملازم صالح الأشول 
٣- ملازم احمد الرحومي 
٤- ملازم حسين الغفاري 
٥- ملازم حسين الكبسي
٦- ملازم عبدالله المؤيد
٧- ملازم علي الشامي 
٨- ملازم يحي جحاف  
٩- ملازم صالح العريض 
١٠- ملازم محمد مرغم 
١١- ملازم ناجي الاشول 
١٢- ملازم محمد حميد 
١٣- ملازم عبدالوهاب الشامي 
١٤- ملازم علي الجائفي
١٥- ملازم حمود بيدر  
 
وكان الرئيس عبداللطيف ضيف الله الذي يحظى بثقة الجميع والرئيس حسين السكري والرئيس عبدالله الجائفي والملازم علي قاسم المؤيد كانوا مطلوبين لحضور هذا الاجتماع الحاسم ولكنهم لم يتمكوا من الحضور فكان باب الحضور لهم مفتوحا.
 
اما الملازم علي عبدالمغني والملازم محمد مطهر زيد فقد كانا يومئذ في تعز فاستحسن الحاضرون بقاءهما هناك لتكوين فرع للتنظيم في تعز .
 
بعد استكمال نقاشات الضباط الخمسة عشر في الاجتماع الحاسم حول التصورات والطموحات التي يريدها التنظيم قدم القسم التالي للضباط  الذين حضروا الاجتماع لأداء القسم ونص القسم كما يلي  :
"أقسم بالله العظيم وبالإسلام الذي أدين به وبكل المقدسات الوطنية أن أكون جنديا مخلصا في جيش العروبة وأن أبذل نفسي وما أملك فداء لقيادتي ووطني وأن أكون منقادا لما يصدر إلى من أوامر منفذا لها ما دمت أعلم أنها في المصلحة العامة التي جاء من أجلها الدين وأن لا أخون ولا أفشى سراً للمنظمة ولو أدى ذلك إلى استشهادي، والله على ما أقول وكيل".
 

بعد أن أدى الضابط القسم في الاجتماع على المصحف والمسدس دارت نقاشات أخرى فيما بين الضباط حول كيفية البدء في العمل وكيفية أساليبه فأقر الحاضرون القرارات التالية:
 

١- يشكل الضباط الذين حضروا الاجتماع الحاسم القاعدة التأسيسية للتنظيم "تنظيم الضباط الأحرار" .
٢- ينتخب من بين أعضاء القاعدة التأسيسية لجنة قيادية تتكون من خمسة أشخاص على أن يعاد انتخابها كل ثلاثة شهور وذلك بطريقة ديمقراطية "طريقة الاقتراع الحر" .
٣- تتولى اللجنة القيادية المهام التالية:
أ- إدارة شئون التنظيم .
ب- إعداد واصدار التعليمات والتوجهات والإرشادات اللازمة .
ج- إعداد اللوائح والقوانيين المنظمة للعمل التنظيمي .
د- إعداد شروط العضوية .
ه- إعداد شروط تشكيل الخلايا الاساسية والفرعية .
و- جمع وحفظ مال التنظيم وصرفه في حدود الصلاحية المخولة له .
٤- يتكون التنظيم من قاعدة تأسيسية تنبثق منها لجنة قيادية كل ثلاثة شهور وخلايا أساسية يشكلها أعضاء القاعدة التأسيسية وخلايا فرعية يشكلها أعضاء الخلايا الأساسية وفقا للشروط والضوابط الأمنية وشروط العضوية .
٥- يحدد ريال بدل اشتراك شهريا .
٦- يعين الملازم حسين الغفاري أمينا للصندوق .
٧- كل عضو من أعضاء الخلايا الأساسية يقوم بواجباته على أكمل وجه ويثبت نشاطه السياسي ووعيه الوطني يضم إلى القاعدة التأسيسية بقرار منها .
٨- تكون قرارات القاعدة التأسيسية سارية المفعول بأغلبية الأصوات .
٩- يباح دم كل من أفشى سرا للمنظمة .
 
هذا وفي آخر الاجتماع جرى الانتخاب الأول للجنة القيادية بطريقة الاقتراع السري وفاز بالانتخاب كل من الآتية أسماؤهم :
- ملازم صالح الأشول 
- ملازم أحمد الرحومي 
- ملازم علي الجائفي 
- ملازم حمود بيدر 
- ملازم ناجي الأشول.
 
بعد ذلك تحدد اجتماع القاعدة التأسيسية شهريا باستثناء الحالات الطارئة وكان قد تحدد الاجتماع الأول للجنه القيادية في منزل الملازم حمود محمد بيدر وفي الموعد المحدد لاجتماع اللجنة في المنزل المذكور وعقد الاجتماع تدارست اللجنة خلاله المواضيع المدرجة بجدول أعمالها وقررت الآتي :
١- استدعاء كل من الرئيس النقيب عبداللطيف ضيف الله والرئيس عبدالله الجائفي والرئيس حسين الدفعي إلى حضور اجتماع القاعدة التأسيسية .
٢- حضور امين الصندوق جلسات اللجنة القيادية باستمرار .
٣- مباشرة تشكيل الخلايا الأساسية طبقا لشروط العضوية المنصوص عليها سابقا .
٤- انتداب الملازم ناجي علي الأشول إلى تعز لغرض إخطار الإخوان الزملاء بما قد تم في صنعاء وضرورة إنشاء فرع للتنظيم الثوري في تعز .
 
إضافة إلى ما يلي :
أ- أن يشكل كل عضو من أعضاء القاعدة التأسيسية خلية فأكثر .
ب- أن يقدم العضو ترشيح أفراد الخلية التي يعتزم تشكيلها إلى اللجنة القيادية والقاعدة التأسيسية للموافقة عليها من عدمه، وذلك بعد فحص واختبار من حيث لا يدري أعضاء الخلية المرشحين وذلك من قبل اللجنة القيادية أو من تراه من أعضاء القاعدة .
ج- أن لا يعرف أعضاء الخلية أي اسم من أسماء القاعدة التأسيسية مطلقا بحيث تكتفي الخلية بمعرفة اسم مشكلها فقط .
٥- تشكل الخلية الواحدة من ثلاثة أشخاص إلى خمسة أشخاص .
وفي يوم ١٧ رجب اجتمعت اللجنة القيادية بمنزل الملازم حسين الغفاري امين الصندوق وبعد نقاش هادئ ساده الثقة المتينة لما يجب اتخاذه قررت الآتي:
١- الإسراع في تشكيل فرع للتنظيم في تعز .
٢- استدعاء القاعدة التأسيسية إلى الاجتماع بمنزل الملازم أحمد الرحومي لعرض قرارات اللجنة القيادية على الأعضاء .
وفي ٢٣ رجب عقدت القاعدة التأسيسية جلستها الاعتيادية في منزل الملازم أحمد الرحومي وحضر الجلسة الرئيس عبداللطيف ضيف الله، وعرضت اللجنة قراراتها على القاعدة التأسيسية ووافقت عليها .
وقد استحسن الرئيس عبداللطيف ضيف الله وضع شفرة للتراسل السريع بين صنعاء وتعز وذلك من نوع آخر بحيث تتعلق بأدوات العمل في محطتى الإشارة بتعز وصنعاء، وإعداد رسالة شفوية إلى الإخوة الضباط بتعز وقد تضمنت الشفرة الخاصة بالتراسل السريع ما يلي :
كيف تسمعني = كيف الحالة
أسمعك جيدا = الحالة ممتازة
لا أسمعك جيدا = الحالة متدهورة ........إلخ .
 
أما نص الرسالة الثانية الشفوية التي استحسن إعدادها الرئيس النقيب عبداللطيف ضيف الله لإرسالها إلى الإخوة الضباط في تعز، فقد تضمنت الآتي على أن يقرأها مندوب التنظيم الملازم ناجي الأشول على الملازم علي عبدالمغني والملازم محمد مطهر زيد وأخذ وجهتي نظرهما :
لقد جئتكم من صنعاء بعد أن تشكل تنظيم ثوري سري مستقل يسمى تنظيم الضباط الأحرار، وقد تكون من مختلف الرتب من الجيش والأمن؛ نطالبكم بإنشاء فرع في تعز يرتبط ارتباطا تاما بصنعاء، ويتكون التنظيم من قاعدة تأسيسية تنتخب من بين أعضائها لجنة قيادية وخلايا أساسية وفرعية تشكل فيما بعد .
وعند وصول الملازم ناجي علي الأشول إلى تعز قام بعرض ما كلف به كمندوب عن التنظيم  كاملا .
 
يعتبر فرع التنظيم في تعز جزءا من القاعدة التأسيسية وقد تكون من:
- الملازم علي عبد المغني
- الملازم محمد مطهر زيد
- الملازم عبدالله عبدالسلام صبرة 
- الملازم محمد حاتم الخاوي 
- الملازم  سعد علي الاشول

- الملازم يحي علي الفقيه

- الملازم علي محمد الضبعي 
- الملازم أحمد علي الوشلي 
- الملازم أحمد الكبسي 
عقب تكوين تنظيم تعز عاد الملازم ناجي علي الأشول إلى صنعاء وهو  يحمل رسالتين من الملازم علي عبدالمغني،  الاولى تحريرية شخصية وكانت موجهه إلى المقدم عبدالله جزيلان لا علاقة لها بالتنظيم، والثانية شفوية خاصة بالتنظيم موجهة إلى اللجنة القيادية والقاعدة التأسيسية وقد تضمنت ما يلي:
نحييكم من تعز وكلنا شوق إليكم أسعد الله الأمة بثمار جهودكم ومساعيكم، تلقينا تعاليمكم وطبقناها حرفيا وقد لاحظ المندوب من خلال ما دار من نقاش وحوار بين الإخوة الزملاء لاحظ تباينا في وجهات النظر، ولكن بحمد الله تقاربت وجهات النظر وانصهرت في قالب واحد، وهو الاقتناع التام بتكوين الفرع كجزء من القاعدة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار، والارتباط بكم والتقيد بأوامركم وتعليماتكم بعيدين كل البعد عن أي تأثيرات سياسية أخرى.
كانت القاعدة التأسيسية كما سبق الإيراد أعلاه قد قررت بقاء الملازم علي عبدالمغني والملازم محمد مطهر زيد في تعز ولكنهما لم يحصلا على عمل هناك، ولأن الشكوك أثيرت حولهما وخاصة بعد نزول المندوب إلى تعز، فكانت عودتهما سريعا إلى صنعاء مقر عملهما بعد أن تلقيا تحذيرا شديد اللهجة من مسؤول عسكري كبير وذلك بعد أن طلبا منه أي عمل عسكري يقومان به في تعز فاضطرا للعودة إلى صنعاء، ولكن بعد أن تشكل فرع التنظيم بتعز على الوجه الأكمل .
 
كان وصولهما إلى صنعاء في ١٧ شعبان ١٣٨١هجرية يناير ١٩٦٢م وعند وصولهما طلبت منهما اللجنة القيادية حضور اجتماعها الرئيسي بواسطة الملازم صالح الأشول رئيس اللجنة فرفضا الحضور رغم معرفتهما بالثقة التي يتمتعان بها من زملاء التنظيم بحجة أنهما ملتزمان بأصول التنظيم وشروطه وقوانينه، وأنهما لن يستجيبا لمجرد رغبة شخص أو شخصين واشترطا أنه متى أقرت القاعدة التأسيسية حضورهما فإنهما لن يترددا عن الحضور، وكان هذا الرفض بحق يعتبر غاية في الالتزام والانضباط التنظيمي فاقتنع الملازم صالح الأشول وأبلغ اللجنة بذلك، فقررت استدعاء أعضاء القاعدة التأسيسية لعقد اجتماع طارئ بمنزل الملازم أحمد الرحومي، وتم الاجتماع يوم ٢٠ شعبان وطرحت الفكرة على المجتمعين فأقروا حضورهما جلسات القاعدة التأسيسية واعتبارهما عضوين مؤسسين في القاعدة التأسيسية عملاً باللائحة الداخلية التي تنص على أن قيادة فرع تعز جزء من القاعدة التأسيسية وبعد ذلك أستمر الاجتماع وفيه استعرض المجتمعون قضايا سياسية هامة تخص بناء التنظيم اضافة الى مناقشة ما يدور داخل الساحة اليمنية وقد اتخذ إزاءها القرارات الآتية :
١- التمسك بمبدأ الحيادية بكل التجمعات السياسية المتعجلة .
٢- متابعة التجمعات الوطنية للاستطلاع والتعرف على هويتها وإمكانياتها المادية والبشرية .
هذا وكانت لقاءات عناصر التنظيم شبة مستمرة في محيط عملهم العسكري ، في الملاعب الرياضية ، في الاستراحات ، في عنابر النوم ، في المقايل .......الخ فكانت تسري أهم التعليمات والتوجيهات والتحذيرات ومعلومات الاستخبارات بسرعة البرق .
 
وفي ٢٦شعبان تم استدعاء القاعدة التأسيسية إلى اجتماع بمنزل الملازم أحمد الرحومي وحضرا هذا الاجتماع الملازم علي عبدالمغني والملازم محمد مطهر زيد وبعد أن أعطيا ( قسم التنظيم ) بدأ النقاش يدور حول القضايا المطروحة في جدول الأعمال .
 
ثم بعد ذلك استمع الحاضرون الى شرح مفصل من قبل الملازم علي عبدالمغني عن تكوين فرع التنظيم في تعز وعن مدي نشاطه وعن الجو السياسي العام هناك فقال :
استجبنا لقراركم لنا بالبقاء في تعز وطلبنا بكل تواضع أي عمل يناط بنا ولكن للأسف قوبلنا بتحذير جاد وكررنا الطلب مرة ثانية لغرض كسب الوقت حتى يقوم الفرع على أقدامه ويمارس مهامه فقوبلنا بإنذار حاد آخر ويومها كان فرع التنظيم قد تم تكوينه وشرع يمارس مهامه، فدفع بنا الاطمئنان على سلامة تكوينه وقد سادت أعضاءه الثقة المطلقة وبعدها غادرنا من تعز إلى صنعاء وقد أثلجت صدورنا مبادرتكم الكريمة الشجاعة في إنشاء التنظيم السري الثوري المستقل المسمى تنظيم الضباط الأحرار رسميا لأنا لمسنا من خلال اتصالاتنا الجانبية في كثير من التجمعات الوطنية والمنظمات السياسية هناك وهنا لمسنا أن معظمها تمخر في قارب كبير في يوم ماطر تنظر إلى مستقبل الثورة بمنظار تغطي عدسته طبقة رقيقة من التراب وفي نفس الوقت غير محجوبة عن منظار الإمام وجواسيسه وأكثر همنا أنكم توفقتم بوضع أهم قاعدة من قواعد البناء التنظيمي يتحقق عليها النجاح هي لزوم التكامل أو على الأقل التقارب الفكري من عناصر التنظيم .
 
ثم جاء في كتاب أسرار ووثائق الثورة: ولما أهلّ الشهر الكريم توقف نشاط التنظيم عن العمل طول أيام الشهر اللهم إلا من اتصالات جانبية وتأملات وتبادل وجهات النظر .
 
وفي يوم ٥ شوال ١٣٨١م هجرية عقدت القاعدة التأسيسية اجتماعا استثنائيا بمناسبة انتخابها الثاني وجرى الانتخاب بالطريقة الأولى نفسها وفاز بالانتخاب كل من :

- الرئيس عبداللطيف ضيف الله

- الملازم أحمد الرحومي 
- الملازم ناجي الاشول 
- الملازم علي عبدالمغني 
- الملازم صالح الاشول 
 
وقد اقترح الملازم علي عبدالمغني ضرورة تعيين سكرتير للجنة يسجل محاضر الجلسات وتحفظ بما ينبغي الاحتفاظ به وقد وقع الاختيار ومن كثير من الحاضرين على الملازم محمد مطهر زيد وانتهي الاجتماع .
هذا وقد استمرت اللجنة القيادية تواصل اجتماعاتها الدورية والاستثنائية وكانت تستدعي من تراه من الضباط الذين من داخل التنظيم وخارجة لحضور جلساتها العادية لغرض تدارس الموقف وتبادل وجهات النظر من دون أن يشعر الإخوان الذين تستدعيهم اللجنة القيادية من خارج التنظيم أن هناك تنظيما قد وضع .
وكذلك القاعدة التأسيسية هي الاخرى كانت تواصل اجتماعاتها الشهرية والاستثنائية وكان أعضاؤها يبذلون قصارى جهودهم في إنشاء الخلايا إلى بنية التنظيم وفي تحضير خلايا أخرى وفي دفع أعضاء الخلايا الاساسية إلى تشكيل خلايا فرعية .
 
بعد تكوين فرع التنظيم في تعز اتجهت الانظار إلى تكوين فرع في الحديدة وكان قد انتقل إلى الحديدة للعمل هناك ضباط من أعضاء القاعدة التأسيسية وهم الملازم عبدالكريم السكري والملازم عبدالوهاب الشامي والملازم حسين الغفاري (أمين صندوق التنظيم الذي خلفه الملازم ناجي الاشول في أمانة الصندوق عقب مباشرة انتخابات اللجنة القيادية الثالثة كما سيأتي الحديث لاحقا ) وضباط كانوا في دور التحضير وقد تم انتسابهم إلى التنظيم وهم الملازم عباس المضواحي والملازم عتيق الحداء وفي الأخير التحق بهم الملازم علي الجائفي وهؤلاء جميعا أوكل إليهم تشكيل الفرع بقيادة الرئيس محمد الرعيني عضو القاعدة التأسيسية واللجنة القيادية التي انضم إليها بعد موافقة القاعدة التأسيسية على توسيعها من خمسة أعضاء إلى سبعة أعضاء فدخل في التوسيع الرائد محمد الرعيني والملازم علي قاسم المؤيد .
 
هذا وقد واصل الفرع في الحديدة بسرعة تامة من حيث التوسع في الخلايا وكسب الأنصار من الشباب العسكري والمدني، وكان هذا الفرع على اتصال مستمر باللجنة القيادية لتنظيم الضباط الأحرار ويتلقى منها التعليمات والتوصيات باستمرار والعمل على تطبيقها وتنفيذها بدقة وحكمة، ولما قامت الثورة ليلة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢م قام فرع التنظيم في الحديدة بواجباته المحددة على خير قيام .
وفي ه محرم ١٣٨٢هجرية فبراير ١٩٦٢م جرى الانتخاب الثالث بمنزل الملازم أحمد الرحومي حيث كانت تعقد معظم الاجتماعات فيه وانتخب الرئيس النقيب عبداللطيف ضيف الله رئيسا للتنظيم، وسقط في الانتخابات الملازم ناجي الأشول، فأقرت اللجنة القيادية أن يكون امينا لسر التنظيم إلى جانب أمانة الصندوق ثم سار عمل التنظيم باستمرار لحين تفجير الثورة على قدم وساق طبقا للوائح الداخلية بمنتهى الدقة والحذر للنظام المعمول به في أي تنظيم آخر إلى أن تم تفجير الثورة ليلة ٢٦ من سبتمبر ١٩٦٢م .
 
كاتب المقال
ختاما في مسألة تأسيس تنظيم الضباط الاحرار لقد كانت موافقة اللجنة القيادة لتنظيم الضباط الأحرار على أن يكون الملازم ناجي علي الأشول امين سر التنظيم وأمين صندوقها آخر خطوة من خطوات تأسيس التنظيم بعدها سار التنظيم في مهامه وفق لوائحه وأنظمته على أكمل وجه حتى تفجير الثورة ونجاحها.
 لقد أوردنا أعلاه النص الحرف لمراحل تأسيس التنظيم كما ورد في كتاب أسرار ووثائق الطبعة الرابعة صفحات ( ٩٩ - ١٢٩ ) وذلك دون تدخل من الكاتب في أي صياغة ما جاء أعلاه دون تدخل في ترتيب الأسطر ودون تدخل في ترتيب الأحداث لقد تم الحرص على نقل أحداث تأسيس التنظيم كما هي حرفيا دون تحريف ودون تغييب ودون اضافة وذلك حتى نكون عند  مستوى امانة نقل التاريخ كما كتب ليطلع الشعب .
 
ختاما :
- الكتابة عن تاريخ الثورة اليمنية تحتاج أولا وقبل كتابة أي حرف إلى تجرد الكاتب عن المصالح السياسية والشخصية أيأ كان لونها .
- الكتابة عن تاريخ الثورة اليمنية تحتاج أن تكون مصلحة الكتابة أولا واخيرا لصالح حقائق ووثائق التاريخ وليس لصالح تحريف وتزوير وتغييب التاريخ ووثائقه .
- الكتابة عن تاريخ الثورة اليمنية ليس فيها رأي أو استقراء أو تحليل سياسي للكاتب على الاطلاق مهما كانت أسباب ومبرراته.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية