لماذا تعتبر مليشيا الحوثي ثورة 26 سبتمبر خصما تاريخيا لها وتكنّ لهذا الحدث العظيم العداء؟ لأن ثورة سبتمبر ساوت بين الفلاح والشيخ وألغت التمييز الذي كانت الثقافة الإمامية قد فرضته على المجتمع اليمني طيلة عقود من حكم النظام الإمامي.
 
كتب الباحث والكاتب محمد ناجي أحمد قائلا: ثورة 26سبتمبر من ثقافة "مملوكك الحقير" إلى ثقافة: الأخ الرئيس. لو لم يكن لثورة 26 سبتمبر من منجز سوى أنها وضعت أسس (الثقافة الجمهورية) في السياسة والاجتماع والاقتصاد والأدب والعمل النقابي والحزبي، لكفى.
 
ويضيف أحمد: لو لم يكن لثورة 26 سبتمبر من منجز سوى أنها جعلت الفلاح والعامل والمهني يتبوأ أعلى المناصب السياسية لكفى. ولو لم يكن لها من منجز سوى أنها جعلت من المرأة اليمنية كيانا وجوديا ورقما في الحياة ، بعد أن كانت مغيبة خلف حجب جدران البيوت وحجب الجهل وحجب الملابس التي تغطيها من رأسها إلى ساسها، إذا نوديت أطلقوا عليها اسما مذكرا مع تغييب اسمها وتحجيب أنوثتها ووجودها، وإذا نادت أطفالها استخدمت التصفيق لأن صوتها ووجهها وجسدها وظلها عورة، نساء اليمن اللواتي وصفت حالهن كلودي فايان في كتابها(كنت طبيبة في اليمن)..ولو لم يكن لها من منجز سوى أنها حررتنا من تقبيل أكف الحكام وأقدامهم لكفى. 
 
وتعمل مليشيا الحوثي اليوم اعلى إعادة زرع حالة من القداسة والتبجيل لزعيمها الفار في الكهوف متكئة على إرث إمامي تعتنقه سلالة الإمامة لإبقاء إمامها في مرتبة من التمييز عن الجميع حتى عن قيادات وعناصر السلالة ذاتها.
 
استعادة مصطلحات سيدي وقائدي وناطق القرآن وابن الرسول لإطلاقها على متزعم عصابة الكهنوت هي من أجل بناء هالة جديدة من التعظيم للإمام الجديد ولو بمسميات أخرى وهذه التسميات العنصرية كنستها ثورة 26 سبتمبر في 1962 م وحررت اليمنيين من عبودية الفرد والسلالة وفتحت أمامهم واقعا جديدا يسوده التعايش والمساواة والإخاء.
 
وتدرك مليشيا الحوثي وماكناتها الإعلامية والدعائية التي تسوق لألقاب التبجيل لمتزعم عصابة الكهنوت أنها غير قادرة على إقناع الناس بهذه الألقاب التي تثير السخرية في أوساط العامة وتتحول إلى مجال للتندر بها لأن ثورة 26 سبتمبر أسست لوعي جمهوري يرفض تقديس السلالة الإمامية أو منحها تمييزا عن بقية أبناء اليمن.
 
المنافق عبد الملك الحوثي في ذهنية اليمنيين ليس سوى قاتل ومجرم وسفاح وعميل لملالي طهران ولن يكون في يوم من الأيام في نظر اليمنيين قائدا أو ذا مكانة خاصة لأن زمن الاستعباد باسم إمام الأمة قد غرب مع غروب شمس ليلة 25 سبتمبر وأشرق مع شمس يوم السادس والعشرين، صباح تحرر من كل أوهام العبودية والخنوع وإلى غير رجعة وما محاولات الإمامة الجديدة إعادة التاريخ إلى الوراء إلا شهقة احتضار يكتب اليمنيون في كل جبهات العزة اليوم مراسيم دفنها وهدم كهف العبودية إلى غير رجعة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية