بطريقة غير مشروعة دخل ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو الأراضي اليمنية، في السابع عشر من أكتوبر الماضي، ليتسلم مباشرة منصب الحاكم الإيراني في اليمن، حقيقة، وبيافطة سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية حسب التسمية الرسمية، كما أعلن متحدث الخارجية الإيرانية يومها.
 
بعد حوالي اثني عشر يوما من وصوله إلى صنعاء، الخاضعة لسيطرة الذنًب الحوثي، وقبل حتى مراعاة التمثيلية الدبلوماسية الإيرانية- الحوثية بتسليم أوراق اعتماده، جاء أول ظهور علني لإيرلو في أهم ميادين العاصمة، يمشي بين الحشود الحوثية المتجمعة من أنحاء البلاد باسم المولد النبوي، وهو يلقي تحايا الزعماء على صفوف الأتباع ومن حوله حراسات مدججة بالسلاح وبألبسة عسكرية متنوعة، قلّ أن رآها اليمنيون مرافقة لرؤساء بلادهم السابقين، حتى بدت الفعالية وكأنها حفل استقبال للحاكم الجديد الآتي من خلف الحدود الوطنية والقومية والثقافية والهوياتية لليمن. 
 
إيرلو المقرب من الصريع قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجي للحرس الثوري كان مسؤولا عن التنسيق والتمويل كما كشف القيادي الحوثي المنشق علي البخيتي، وتفيد المعلومات أن إيرلو تولى سابقا معالجة كثير من القضايا الخاصة بالمليشيا الحوثية ذات العلاقة بالنطاق القبلي اليمني.
 
وفيما يتجول الرئيس الشكلي لمزعوم السلطة الحوثية المدعو مهدي المشاط بين غرف القصر الرئاسي، باشر الحاكم الإيراني الفعلي حسن إيرلو تنقلاته التفقدية بين عدد من مؤسسات الدولة في العاصمة، يلقي المحاضرات والتعليمات على المسؤولين الحوثيين ومواليهم، وفي كل زيارة يقوم بها تنتشر الحراسات في أزقة الشوارع والسطوح وتتوزع المدرعات والسيارات العسكرية لتمنع دخول أو خروج أي مسؤول أو موظف في تلك المؤسسات والمقرات الحكومية طالما وقد دخل إيرلو مباني الدولة اليمنية، وهي عادة أمنية تقتصر على رؤساء الجمهورية في عدد من الدول.
 
وفي نحو شهر ونصف منذ مسرحية تقديم أوراق اعتماده في الرابع من نوفمبر كان إيرلو قد سجل أكثر من عشر زيارات تفقدية، بمعدل زيارة كل خمسة أيام، لعدد من الوزارات والمؤسسات العليا في البلاد ملتقيا قياداتها ومطلقا وعود الدعم والمساندة لها من قبل دولته الأم إيران، في حين يبدو المسؤولون الحوثيون والموالون وكأن على رؤوسهم الطير يستمعون بخشوع زائد لما يلقيه عليهم المندوب السامي الإيراني من تعليمات وموجهات لسياسات الجغرافيا اليمنية الواقعة تحت سيطرة ذيله الحوثي.
 
وشملت زيارات الحاكم الإيراني مجلسي النواب والشورى، ورئاسة الوزراء، ووزارات: الخارجية، الزراعة، الصحة، التعليم العالي، الصناعة، الإعلام، والسياحة. وهو ما لم يقم به المدعو المشاط منذ تعيينه من المليشيا الموالية لإيران رئيسا لما يسمى المجلس السياسي الأعلى (الرئاسة الحوثية المزعومة) في أبريل 2018، أي طيلة ما يقارب ثلاث سنوات.
 
وغير الزيارات الميدانية لمؤسسات الدولة الرسمية المختطفة نفذ الحاكم الإيراني نشاطات ذات طابع شعبي رسمي، من بينها ما أعلنته وسائل الإعلام الإيرانية وملحقاتها الحوثية، عن لقاء جمع إيرلو بقيادات تجمع شبابي حوثي "ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي"، وكذا بمندوبي فصائل فلسطينية في صنعاء، إضافة لإشرافه على فعالية في أكبر مساجد العاصمة لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمصرع قائده قاسم سليماني ، بحضور قيادات حوثية ومسؤولين في الحكومة الحوثية بمقدمتهم المستخدَم عبدالعزيز بن حبتور رئيس الحكومة غير المعترف بها، ومرة أخرى بدت الحراسات خلف مقعد إيرلو بينما كان المستخدم بن حبتور وبقية مسؤوليه كأيتام الموائد.
 
مليشيا تحاول أن تظهر نفسها أمام اليمنيين والعالم كسلطة تناضل من أجل تحرير اليمن من الوصاية، حد خطابها السياسي، وفلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، والأمة الإسلامية من الهيمنة الأمريكية، بينما تعجز عن الحفاظ حتى على شكليات وهمها السلطوي أمام سيدها الإيراني.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية