توزعت قيادات مليشيا الإرهاب الحوثية على مساجد صنعاء يسابقون الخطباء على إلقاء خطبتي الجمعة على المصلين رغم أن الخطباء هم من المحسوبين على المليشيا بعد أن أممت المساجد لصالح الخطاب الحوثي الطائفي المتطرف.
 
لم تعد قيادات المليشيا تثق في إعلامها رغم كثافة توجيهه ولا في خطبائها ووعاظها وجحافل المخبرين والنمامين ومسوقي مفردات الدجل والكهانة، لذلك توزعت القيادات العليا على مستوى الوزراء لتعتلي المنابر وتخاطب الناس بشكل مباشر.
 
يتفانى وزراء مليشيا الإرهاب ومفتي مسيرة الشر الحوثية في تعميم خطاب موحد في المنابر يستهدف المرأة اليمنية ويتحدث عن حرب ناعمة ليس لها وجود إلا في مخيلاتهم المريضة.
 
تسلق قادة المليشيا للمنابر دليل قرينة على أنهم يدركون أن خطابهم فقد مصداقيته بعد انكشاف إماميته ورجعيته والذي سبق للناس تجاوزه منذ نصف قرن من الزمان فكيف لهم أن يقبلوا به اليوم من مجاميع من الأميين وأنصاف أنصاف المتعلمين الذين يقدمون أنفسهم كقادة وحكام في القرن الحادي والعشرين.
 
ينزع مفتي عصابة الكهنوت الرجولة عن اليمنيين إذا شهدت منازلهم احتفالات زواج وسمع الجيران أصوات الفرح داخل البيوت في حين يعتبر زغاريد النساء المجبرات على الابتهاج بموت أبنائهن حين استقبال مواكب التشييع رجولة وإيمان.
 
اختطفت المليشيا وقتلت وشردت عشرات آلاف اليمنيات وأخرجتهن من بيوتهن إلى مخيمات النزوح ومعتقلات العصابة، وتعتبر كل هذا رجولة وشهامة بينما يأتي المسؤول الشرعي الأول للمليشيا ويهاجم أصوات دفوف بريئة تبتهج لفرح يمنية عفيفة بزواجها.
 
ضيف الشامي الوزير الحوثي الجاهل حتى بمفردات التخاطب الأولية يصعد المنبر ويشن حملة تحريض وتهديد ووعيد ضد مالك مطعم لأنه وضع بعض ألوان على الديكور ويعتبر ذلك جزءا من الحرب ضد اليمن وهجمة في العمق تستهدف أخلاق اليمنيين، فهل يدرك ذاك الجاهل أن الحروب ليست أشكالا على الجدران.
 
وزير الصحة الحوثي هو الآخر يرتدي قبعة الواعظ ومن على منبر أحد مساجد صنعاء يحذر المصلين من مخاطر حبوب منع الحمل على هوية اليمنيين ودينهم ودنياهم ويحرضهم على أن المرأة شر محض حتى يثبت العكس، بينما يعود إلى منزله ليتناول طعاما أعدته تلك المرأة التي كان قبل قليل ينتقص منها.
 
هذا الجري الحوثي إلى قعر التطرف والتصادم مع المجتمع ومحاولة تطويع الناس بالقوة لثقافة دخيلة هو تعبير أصيل عن عقلية وثقافة هذه المليشيا، ويثبت بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما كانت تظهره سابقا ليس سوى قناع من النفاق لبسته مؤقتا حتى تصل إلى الوقت المناسب لفرض إرهابها على الناس.
 
وعاظ الشر والكهنوت لن يجد سعارهم مكانا في آذان الناس قبل عقولهم مهما تسابقوا على المنابر والمساجد لأن أصوات الإرهاب ليس لها مكان في مجتمع تطهر من قطران الإمامة منذ نصف قرن من الزمان ويزيد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية