فيديو تجوال المدعو مهدي المشاط في معرض الصناعات العسكرية الإيرانية بصنعاء، أظهر مزعوم وزير الدفاع المدعو محمد العاطفي من بين المستغربين ممن كانوا في الجيش اليمني السابق الجائلين مع المشاط، بمقابل تولي صغار المليشيا الحوثية، أبناء الغفلة العسكرية، وبمقدمتهم المدعو محمد الغماري مزعوم رئيس هيئة الأركان، شرح إمكانات أسلحة التصنيع الموهوم.
 
هامشية العاطفي وتصدر الغماري ليست ناجمة عن ذات مشاهد الشروحات في الفيديو، فباستطاعة فني ما برتبة ومستوى تنظيمي أقل الاضطلاع بمهمة الشرح، إنما القضية في دلالة ملامح الاستغراب على وجه العاطفي، المؤكدة لما يعرفه ضباط وأفراد وزارة الدفاع المزعومة بأنه شخص ممن قبلوا على أنفسهم من الجيش السابق تمريغ بزاتهم العسكرية، صاغرين خاضعين، تحت أقدام أصحاب السوابق الذين صاروا اليوم مسؤولين ذوي رتب رفيعة منتحَلة داست القوانين العسكرية لكنها في واقع أجهزة الدولة بصنعاء آمرة ومتحكمة في ضباط رضوا ان يكونوا مجرد صور هلامية خالية من أي مضمون، كما هي حالة مسمى وزير الدفاع العاطفي، الذي أثار شفقة على تيهانه قبالة ما يدلي به الغماري من معلومات حول معروض الأسلحة الإيرانية المنبع، وبدا الأول كالأطرش في الزفة، أو "الكوز المركوز" حسب المثل اليمني.
 
المشكلة ليست في مليشيا الحوثي ولا الغماري بقدر ما هي في العاطفي كنموذج للمستخدَمين القابلين العمل كعبيد دون أن يكون لهم في الأمر ناقة ولا جمل إلا إهانة ماضيهم –إن كان لبعضهم ماضٍ- في العمل العام سواء بالقطاع المدني أو العسكري أو الأمني.
 
الغماري بالنسبة لمليشيا الحوثي ذيل حوثي قديم، ربما يُعتقد بانتمائه السلالي وفقا لبعض مقولات الانتساب الوهمي، وهو من طلبة مؤسس المليشيا قبل مصرعه بقليل، ومن المقربين من زعيمها، وتدرج في مناصب بإطار المليشيا، وسبقت له المشاركة في تمرداتها على الدولة، إضافة لتلقيه دورات عقائدية وعسكرية بعضها على يد كوادر من مليشيا حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2012.
 
كل ذلك أهلّه عقائديا، في نهج المليشيا التنظيمي، أن يكون ضمن فئة "المجاهدين الأولين" ومحلا موثوقا لتولي القيادة الفعلية لوزارة الدفاع الحوثية، بعكس العاطفي وأضرابه ممن تربوا عسكريا على أساس وطني تخلوا عنه مقابل فتات تسميات وصور لا تفيدهم حتى في استعادة مرتباتهم المنهوبة، ناهيك عن أمر ونهي يناط بمواقعهم، إن كان لها معانٍ قانونية أو إدارية تنظيمية في تصورات القيادات الحوثية.
 
الوزير الافتراضي العاطفي يشكل وأمثاله جماعة المصفقين في فرقة حصب الله الحوثي، أو مصرف "المؤلفة قلوبهم" غير مؤتمني الجانب مهما أظهروا من إخلاص ورددوا من صرخات.
 
دأبت المليشيا الموالية لإيران منذ اقتحامها صنعاء وبعض المحافظات على تنفيذ عمليات إقصاء واسعة وإحلال عقائدييها، خصوصا من أدعياء الانتساب السلالي، في مفاصل الدولة. وسرت العملية الإقصائية في اتجاهين: الأول، مباشر، استبعادي لمن رفضوا مماشاة عبثها الجائر بالقوانين والأنظمة، والثاني غير مباشر، استعبادي لمن حبذوا دور الرقيق في هياكل السلطة الحوثية كالعاطفي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية