تحتفل المقاومة الوطنية يوم الـ 19 من أبريل بمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاقة عملياتها العسكرية في الساحل الغربي ضد ميليشيات الحوثي الكهنوتية، بنفس الزخم الثوري ، وبنفس المعنويات.. وتمضي بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح  إلى الأمام  لتحقيق اهداف ثورة الثاني من ديسمبر وتنفيذ وصايا الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح .. ثلاثة أعوام من الكفاح والنضال المتواصل ليل نهار وفاء للعهد الذي قطعناه لشعبنا اليمني العظيم وللشهداء الأبرار والجرحى ومن أجل أن تنعم أجيال اليمن بحياة سعيدة في وطن آمن ومستقر وفي ظل نظام جمهوري ديمقراطي يكفل الحقوق لجميع أبنائه.

 ونحن نشعل الشمعة الرابعة من مسيرة المقاومة الوطنية، فإننا نواصل السير في هذا الدرب بهامات شامخة وقناعات راسخة وثقة مطلقة بأن منتسبي المقاومة الوطنية هم من سيحملون أكاليل النصر لشعبنا، وهم من سيطوون وإلى الأبد طغيان وإرهاب ميليشيات الحوثي الكهنوتية.. ونراهن على ذلك لأن الشعب اليمني هو من يقف داعم ومساندا ومؤازرا للمقاومة ويقدم فلذات أكباده من أجل تحقيق الهدف الذي تناضل من أجله، خاصة وأنها القوة التي تعبر عن آمال وتطلعات الجماهير، بحكم ما تشهده من تطور في أساليبها النضالية والتي كان آخرها إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ليواكب المتغيرات السياسية، وهي الخطوة التي قوبلت بتأييد ومباركة الداخل والخارج لتحقيق مشروعها الوطني الملبي لتطلعات الجميع.

لقد كان تشكيل المقاومة الوطنية في عدن الثورة والحرية عام 2018م حدثا تاريخيا غير عادي.. لقد كانت مهمة صعبة في لحظات تاريخية حرجة.. ففي الوقت الذي تنصل البعض عن مسئولياتهم ، وتعاملوا مع هذه القوة  مجرد نازحين ، كان هناك من يعمل - وجسده المجروح ينزف بالدماء - من أجل لملمة صفوف ثوار وأنصار ثورة الثاني من ديسمبر ، فجميعهم  كوادر وطنية مؤهلة ولها مواقف ضد الميليشيات الحوثي ، وجديرون  بتحمل مسئولية  إنقاذ الوطن والشعب وحماية مكاسب الثورة اليمنية وإعادة الاعتبار لنضال الحركة الوطنية ، سيما بعد أن قامت ميليشيات الحوثي الإرهابية  بتحويل المحافظات الخاضعة لسيطرتها إلى مذابح ومعتقلات تكتظ بالآلاف من أحرار شعبنا بعد استشهاد الزعيم والأمين. ..

لم تأتِ المقاومة الوطنية من القصور ولا من حياة البذخ، أفرادها كانوا قد أقصوا من وظائفهم وسرِّحوا من أعمالهم وحوربوا على لقمة عيشهم.. مثل غالبية ابناء الشعب.. وبعد ثورة ديسمبر، تركوا أهاليهم وديارهم وكل غالٍ ونفيس، وهدفهم تخليص بلادنا من ميليشيات الحوثي.. يؤمنون أن كل مصائب الدنيا تهون أمام مصيبة الحوثي.. كان الخطاب التحريضي في أوجه والشماتة في أقبح صورها.. كانت كل التهم ترمى عليهم.. كل المصائب ايضا اجتمعت، ورغم كل ذلك هدفهم هو تخليص شعبنا من عدو الجميع.

وبظهور العميد طارق صالح، في شبوة، عاد الأمل وبدأ التاريخ من يومها يسجل أروع الصفحات في تاريخ نضالنا الوطني.. كانت البداية صعبة، لكن قيض الله لشعبنا قائداً تجلت عبقريته القيادية في امتلاكه رؤية وطنية وبعدا استراتيجيا خلال تشكيل المقاومة الوطنية كقوة منظمة ومدربة نواة لجيش يمني حديث، وقدرته على توجيه كل الجهود المتاحة للاشتغال على المشروع الوطني الذي يجب أن نكرس له كل جهودنا.. توزع الجميع ضمن فرق عمل، هنا وهناك.. واجتماعات متواصلة.. واتصالات.. وتنسيقات.. واستدعاء واستقبال .. وكانت عدن هي الحضن الدافئ لنا جميعا.

وخلال ثلاثة أشهر من التدريب المتواصل في معسكر بير أحمد أصبح اللواء الأول للمقاومة الوطنية جاهزا للتحرك للقتال في أي جبهة تلبية لنداء الوطن ودفاعا عن حرية وكرامة شعبنا.. كان عملا خارقا، أنجز في وقت قياسي رغم الصعوبات والعراقيل ومنها على سبيل الذكر قيام ميليشيات الحوثي بحملات اعتقالات طالت الآلاف من الشباب والضباط والجنود وهم في طريقهم إلى عدن، ضمن مخطط استهدف إفشال المقاومة الوطنية من تشكيل قوات قتالية، لكن بفضل الله  والقيادة المحنكة  للمقاومة الوطنية تم إسقاط  تلك المؤامرة القذرة.

لقد شكلت انطلاقة أولى العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية لتحرير الساحل الغربي بدءاً من المخا، محطة جديدة من التحديات في مسيرتها النضالية، فبعد أن تمكن أبطال قوات حراس الجمهورية مع رفاقهم في ألوية العمالقة والمقاومة التهامية (القوات المشتركة) من تحقيق انتصارات عسكرية ساحقة أذهلت العالم وغيرت ميزان القوى على الأرض بتحرير الساحل الغربي وحتى قلب مدينة الحديدة وإلحاق هزيمة نكراء بميليشيات الحوثي وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي..

غير أن اتفاق ستوكهولم الذي طبخ خلف الكواليس مثل تحديا كبيرا أمام المقاومة الوطنية وبقية فصائل القوات المشتركة، فقد صمم لحرمان هذه القوات من نصر مستحق، وحال دون تحرير موانئ وما تبقى من مدينة الحديدة، إلا أن قائد المقاومة الوطنية، مضى لخلق زخم ثوري جديد، من خلال إعداد ألوية قتالية جديدة، وإنشاء قوات متخصصة وشرطة عسكرية وأمن مركزي وخفر سواحل، تزامنا مع تسخير جزء كبير من جهود المقاومة لإعادة تطبيع الحياة والتخفيف عن معاناة أبناء الساحل الغربي.

هناك مهام وطنية كبيرة أمام المقاومة الوطنية وهي مهام تقع على عاتق منتسبيها وأنصارها وكل أحرار شعبنا، وثمة تحديات ومؤامرات ليست أخطر مما واجهته المقاومة في بدايات تشكيلها، لكنها تتطلب جهودا مضاعفة وإعدادا قتاليا وسياسيا مستمرا، فأمام الجميع عدو متوحش وتقف خلفه إيران وغيرها، ولن يخضع لإرادة الشعب اليمني إلا بالقوة.. كما لم تعد معركة المقاومة اليوم معركة مسلحة فقط، بل إنها تخوض معركة إنسانية ومعركة خدمية ومعركة سياسية أيضا.

ولقد رسم قائد المقاومة الوطنية في خطاباته وتصريحاته، ملامح هذه المرحلة، وحدد أولويات هذه المعركة الوطنية الشاملة، والتي يتمحور هدفها في تحرير أبناء شعبنا من بطش وطغيان ميليشيات الحوثي الكهنوتية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة..

إن الطريق لتحقيق هذا الهدف السامي الذي يتطلع إليه شعبنا ليس مفروشا بالورود، بل يحتاج إلى تضحيات وعمل متواصل من قبل الجميع، وفي الصدارة منتسبو المقاومة الذين هم محل رهان جماهير الشعب، وحاملي الأمانة التي أوصانا بها الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الجمهورية وفي سبيل انعتاق شعبنا من استبداد فلول الكهنوت.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية