يبدو الكثير من الكتاب اليمنيين وهم يسلطون الأضواء بشكل مركز على (المشروع الحوثي) بكل مكوناته العنصرية والمذهبية، وكأنهم واقعون في فخ أجندات إيرانية، تحاول استدراجنا إلى كهوف أذنابها الحوثيين بطريقة غير مباشرة هي أشبه بالفخ.
 
فالناس عندما يفكرون بواقع هذا المشروع الانقلابي القاتم، فإنهم سرعان ما يفكرون في البديل الذي سينتقلون إليه فلا يجدون في آفاق الاهتمام العام أي ملامح لمستقبل اليمن السياسي والاجتماعي البديل عن حاضر الحوثيين الميليشاوي، بهويته العنصرية المقيتة التي يرفضها كل اليمنيين.
 
فالحرب الدائرة في اليمن حاليا وبغض النظر عن التسميات المختلفة لها، لا تخرج عن كونها حربا بين مشروع الماضي وأنصاره القادمين من كهوف الأوهام، وبين مشروع المستقبل بآفاقه الرحبة حيث تكمن الحياة الكريمة لكل اليمنيين في ظل دولة يمنية بشروطها الإنسانية المعاصرة.
 
ويكفي أن نذكر واحدة من أهم الفوارق بين المشروعين وهي أن المشروع الحوثي في الحاضر، تمثله مليشيات تنشر الفوضى والقتل في الداخل اليمني وعلى المستوى الخارجي تعلن عداءها للمحيط العربي والإسلامي بشكل عام، وتقاتل تحت شعار "الثورة الإيرانية ".
 
بينما مشروع اليمنيين في المستقبل تمثله دولة اليمن الواحد، الدولة التي تعمل في إطار الشراكة الإقليمية والدولية مع كل بلدان العالم بهدف إعادة اليمن إلى محيطها العربي والإسلامي أولا واستعادة الدولة اليمنية بمؤسساتها المدنية التي تكفل السلام الحقيقي والتنمية لكل اليمنيين المتفق عليها بإجماع سياسي في مؤتمر الحوار الوطني.
 
فلماذا لا يهتم الإعلام اليمني والكتاب بتسليط الضوء على المستقبل ومغرياته السياسية والاجتماعية التي تمثل البديل الأرقى لهذا الوضع الذي تحاول هذه الميليشيات الدهماوية فرضه علينا بقوة السلاح.
 
ولمصلحة من يتم هذا الحظر الإعلامي والمعرفي على مشروع المستقبل ومناصريه حتى من قبل إعلام الشرعية نفسها! فاليمنيون ليسوا مشلولي الإرادة بطبعهم كما يتصور البعض ولكنهم حيارى تائهون لا يدرون ماذا يفعلون.
 
وكلما هموا بالخروج من أسوار "المقبرة الحوثية" فلا يجدون المخارج المؤدية إلى رحاب المستقبل الآمن والمعلن عنه رسميا في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني؛ لأن مصادر الضوء الإعلامية موجهة كل طاقاتها باتجاه الجماعة الحوثية وقاداتها ومنظريها الذين يبحثون عن شرعية وجودهم في قبور الماضي.
 
فاللوم الحقيقي يقع على الأجندات الاعلامية التي تعمل جاهدة على تجهيل اليمنيين بمستقبلهم ومحاولة إقناعهم بأن الحرب الراهنة ليست سوى صراعات إقليمية لا تمت لمستقبل اليمنيين ومصالحهم بأي صلة.
 
فكيف ننتظر من شعب أن يغادر بيئة الحوثيين ويسقط مشروعهم اجتماعيا والأجندات الإعلامية ماضيه في ممارسة التعتيم والحجب المقصود لملامح المستقبل المنشود لكل اليمنيين.
 
ففي تقديري لا يوجد ما يحرك الدافع الحقيقي في نفوس عامة اليمنيين من الداخل ويستثير هممهم لإسقاط الانقلاب الحوثي اجتماعيا وشعبيا، غير لفت أنظارهم إلى ما ينتظرهم من مستقبل مستقر وآمن في ظل دولة تعمل بشراكة إقليمية ودولية، دولة خالية من كل المشاريع العنصرية والمذهبية و الجهوية.
 
فهلا... اتجهنا لتسليط أضوائنا الإعلامية ومصابيحنا الكتابية على مستقبل اليمن الذي تحول الممارسات الحوثية والأجندات الإيرانية بيننا وبينه؟!
 
* كاتب صحفي

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية