هي صفحة بيضاء جديدة من صفحات فصول معركتنا المقدسة، يمكن لكل اليمنيين أن يسجلوا فيها حضورهم على أي وجه وبأي لون.. ، ولكنها لن تُغفل من غاب أو توارى.
 
الانتصارات التي حققها أبطال المقاومة والعمالقة والجيش والأمن والأحرار في محافظة البيضاء صفحة جديدة من صفحات معركة التحرُّر الوطني التي لم تنتهِ ولن تنتهي إلَّا بالتحرير الكامل لكل شبر من أرض اليمن.
 
نعم حقق الأبطال - ولا يزالون يحققون - انتصارات كبيرة وعظيمة، أتت وتأتي ثمارًا ونتائج مذهلة ومدهشة،  أهمها أنهم كسروا الركود الذي يحاول البعض فرضه - بجهالة أو بسوء نية -  على كل الجبهات، وهو جمود بقدر ما يراكم عوامل الإحباط واليأس بقدر ما يمنح العصابات الحوثية المحتلة فرصة لتحشد قوتها على جبهة أو جبهتين فقط.
 
انتصارات الأبطال التي تحققت - ولا تزال تتحقق - في البيضاء كشفت زيف أسطورة تحاول عصابة الحوثي الهمجية ترسيخها في أذهان الناس بأنها وحشودها الهمجية قوة لا تُقهر، وهي أسطورة خرافية أسقطها الأبطال - خلال أيام معدودة  - في الزاهر والصومعة وعلى امتداد مناطق الاشتباكات في البيضاء، وتسارعت انهيارات عكفة الدجالين وانسحاباتهم من عشرات الكيلو مترات التي كانوا يحتلونها منذُ سنوات في غضون ساعات. 
 
رأينا نماذج من البؤس والهمجية والغفلة تتجلى في وجوه المخدوعين بهذه العصابة حينما لقوا مصارعهم، وهم يتساقطون كالذباب، وتتناثر جثثهم في المتارس والمواقع التي كانوا فيها يتوهمون أنهم في منعة من أي خطر.
 
ورأينا من بقي منهم على قيد الحياة وهم في حالة ذهول وصدمة وخبال، حينما وجدوا أنفسهم في كماشات محكمة، أطبقها عليهم رجال المقاومة، بعد أن فرَّ  معظم قادتهم ومن كانوا يدفعون بهم للمحرقة، فلم يكن أمامهم سوى أن يسلموا انفسهم قبل أن تأكلهم رصاصات ونيران الأبطال، رأيناهم أسرى - وقد  نال منهم الرعب واذهلتهم المفاجأة - مثل كتاكيت صغيرة خرجت من تحت أجنحة أمها فجر يوم شتوي قارس البرودة لا تظهر من ملامحها سوى الارتعاش.
 
ما صنعه الأبطال في البيضاء كشف - لناولمليشيا القبح والإجرام الحوثية ولكل من يتابع - كم هو حجم توق أهل البيضاء وكل أهل اليمن إلى يوم الخلاص من هذه المحتلَّة لأرضنا ومحافظاتنا ومدننا وقرانا، ومن جرذانهاالمنتشرة  في البلاد تمارس البطش والنهب واللصوصية والاستبداد وكل أشكال الإجرام، وكشف للعالم كله كم هي قبيحة ومكروهة وممقوتة هذه المليشيا الاجرامية التي يستبشر الناس في كل اليمن حينما تتعرض هذه العصابة لانتكاسة أو هزيمة على أي شبر من أرض اليمن.
 
انتصارات البيضاء درس بليغ يجب أن يفهمه المواطنون في مناطق سيطرة العصابة الاجرامية، وأن يدركوا المصير المأساوي الذي تقود المليشيا الإجرامية أبناءهم إليه، وكم هو حجم وسوء وثمن مغامرة ومقامرة هذه العصابة بدماء وأرواح اليمنيين وأموالهم وممتلكاتهم ومقدرات بلادهم، خدمة لإيران ومشروعها التوسعي الاستعماري القبيح.
 
ما حدث في البيضاء وصل أثره ومضمونه إلى كل المحافظات والمديريات والمدن والقرى اليمنية، التي  جابها - ويجوبها إلى اليوم - سماسرة هذه العصابة، بحثا عن شباب وأطفال ومستغفلين جدد، سيتم تقديمهم  حطبًا جديدًا لمعركة البيضاء التي التهمت الأيام الخمسة الأولى منها ما كان فيها من حطب، أو لمعركة أخرى من المعارك التي لن تنتهي على هذه الأرض إلَّا بتحرير وتطهير كل كل ذرات ترابها من قبح وإجرام هذه العصابة الدخيلة العميلة الغاشمة. 
  
ما حدث ويحدث في البيضاء هو رسالة واضحة  مفادها أن هذه العصابة لا مقام لها في أي منطقة تحتلتها بالقوة، مهما استبدت وتوحشت، وأن كل دقيقة تمكثها محتلة لاي شبر من الوطن ثمنه دماء وجماجم المخدوعين والمغفلين، الذين سيظلون حطبًا للعصابة ووقودا لمعاركها الاجرامية، وثمنًا مستحقًّا لانكساراتها الحتمية وانتصاراتها الوهمية والمؤقتة، التي لا عائد منها على أحد من اليمنيين، سوى إطالة عمر هذه العصابة وأمد تسلطها واستبدادها وعبثها بالأرواح والممتلكات والأرض والعرض والهوية. 
 
الانتصارات البسيطة التي حققها الأبطال المقاومون في البيضاء دفعت المليشيا الحوثية فاتورتها من أرواح ودماء مئات اليمنيين، وكذلك دفعت بالآلاف منهم لتدفع فاتورة محاولات استرداد بعض المناطق التي كانت قد فقدتها، وستدفع بآلاف أخرى من أبناء اليمنيين ثمنًا لتحصين أية مواقع   تحتلها أو تتمركز فيها إلى أن يأذن الله باقتلاعها.
 

الانتصارات التي حققها الأبطال في البيضاء ليست كل الحرب ولا كل المعركة، ولا تنتهي المعركة بنتائجها، بل تبدأ فصلاً جديدًا ستعقبه فصولٌ وفصول حتى يتحقق النصر الكامل والشامل باجتثاث هذه العصابة وتخليص اليمن من شرها.
 

الانتصارات التي تحققت في البيضاء صنعها رجال أهل عزم وإقدام وحمية، دخلوا المعركة ولديهم تصورات بكل احتمالاتها، وتعبوا وضحوا وحققوا ما استطاعوا، ولا يعيبهم تخاذل من تخاذل أو تقصير من قصَّر ، ولن يكون ذلك سببًا من أسباب تقهقرهم، بل سيزدادون إصرارًا - وسيزداد معهم كل الأحرار إصرارًا - على موا صلة المعركة حتى تنتهي، النهاية التي يريدها اليمنيون، لا النهاية التي تحلم بها حوزات قم وأذيالها المرتهنين. 
 
أما الذين لا يعرفون ما هي الحرب ولا ما هي المعارك ولا ما هي طبيعة وتفاصيل معركتنا الوطنية المقدسة ضد الكهنة أذناب إيران، فلا تهمنا مبالغتهم في التطبيل والتهويل، ولا تثير اهتماماتنا مسارعتهم إلى تسجيل المواقف والانطباعات عند الانتصار، كما لا تهمنا مسارعتهم لتصنع البكائيات وإظهار دموع التماسيح، او حتى إبداء مشاعر الحزن والخوف والهلع الذي يجتاحهم عند أي انكسار، فهؤلاء لا قيمة لمواقفهم - الانطباعية - التي لا أثر لها ولا جدوى في المعركة.
 
 
هؤلاء المضطربون من دواخلهم ، لا حضور لهم ولا أثر سوى التطرف والمبالغة في الفرح والحزن والضحك والبكاء، وليسوا رقمًا - ولن يكونوا رقمًا في المعادلة والمعركة - التي ستستمر حتى تنتصر اليمن، ويفرح كل اليمنيين بالخلاص من عصابة الكهنوت العميلة، بإذن الواحد الفرد الصمد.
 
ولا نامت أعين المرتعشين.
 

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية