فرضت المليشيا الحوثية بالقصف العشوائي على القرى الآهلة بالسكان في مديرية رحبة، جنوبي محافظة مأرب (شمال شرق اليمن)، اليومين الماضيين رحلة نزوح جديدة، معها اتخذ السكان في رحلة نزوحهم الثانية منذُ عام، من الأشجار والأودية مقرات سكن، نجوا إليها هربًا بأرواحهم من الموت وعدوان الإرهاب الحوثي. 
 
منذُ قرابة أسبوع، ومليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، تنفذ أعنف هجوم للسيطرة على المديرية، والتي كانت فقدت السيطرة عليها منتصف شهر يوليو الماضي، يرافق هجومها العنيف - وفق سكان محليين لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" - قصف عشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ والطائرات المسيّرة على المناطق السكنية. 
 
هربًا من الموت وقصف المليشيا، يقول النازحون إنهم نجوا بأرواحهم، وأطفالهم، بالنزوح إلى أماكن آمنة في منطقة نبعة بذات المديرية، وفي مديريات جبل مراد، حريب، الجوبة، ومدينة مأرب، حيث تشير تقارير صادرة عن السلطات المحلية بالمحافظة إلى تهجير 261 أسرة، تمثل قرابة 1827 نازحًا، من مساكنها جراء القصف.
 
واستقر الحال بكثير من الأسر النازحة تحت أشجار في عدد من المناطق التي فرت إليها من بطش وإجرام هذه المليشيا، وتفتقر هذه المناطق التي اتخذها النازحون لهم سكنًا لأبسط مقومات الحياة من مياه وغذاء وبيئة آمنة لأسرهم، معها أصبحوا يعيشون بين معاناة التهجير وبين رحلة البحث عن مأوى آمن. 
 
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة، قالت في بيان رسمي صادر عنها، الأحد، إن الأسر الفارة من المديرية نزحت "إلى منطقة نبعة داخل المديرية (85 أسرة)، وجبل مراد (55 أسرة)، ومدينة مأرب (62 أسرة)، ومديرية الجوبة (42 أسرة)، وحريب (17 أسرة)".
 
وبحسب التقرير فإن القصف الحوثي على قرى المديرية، بالصواريخ والطائرات المسيّرة أدى إلى تدمير "28 منزلاً" وعدد من المنشآت العامة والخاصة، ومقتل أربعة مدنيين بينهم مسن يبلغ من العمر 75 عاماً، وإصابة 21 بينهم 9 نساء وطفل. 
 
ودعا تقرير الوحدة التنفيذية إلى توثيق كل الانتهاكات بحق النازحين من المدنيين والنساء والأطفال قانونيًا، ورفع قضايا جنائية ضد مرتكبي تلك الانتهاكات. 
 
وفيما طالبت تنفيذية النازحين في المحافظة بمحاكمة المنتهكين لحقوق النازحين، وكذا إدراجهم ضمن قوائم مجرمي الحرب، دعت إلى تعويض النازحين في حقهم بالحياة وفي ممتلكاتهم ومقتنياتهم الشخصية، وحمايتهم من أية انتهاكات أخرى قد ترتكب بحقهم.
 
يذكر أن محافظة مأرب - طبقًا لتقارير رسمية - تستضيف قرابة ثلاثة ملايين نازح من 15 محافظة يمنية، ويتواجد فيها قرابة 140 مخيم نزوح، أكبرها هو مخيم "الجفينة" حيث تضم هذه المخيمات - بحسب تنفيذية النازحين في المحافظة - أكثر من 28 ألف أسرة، تمثل نسبة 9% من إجمالي الأسر النازحة فيها.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية