نفذ التحالف العربي خلال الربع الأخير من 2021م عمليات نوعية وضربات جوية دقيقة استجابة للتهديد ومنع صناعة المزيد من آلة الموت التي ترسلها المليشيات الحوثية لاستهداف الأعيان المدنية في المناطق المحررة ومخيمات النازحين في مأرب وتعز والساحل الغربي والمملكة العربية السعودية، محدثة مزيداً من الدمار في البنى التحتية ومعاناة المدنيين.
 
 وبهذه الأفعال العدائية غير المبررة يثبت الحوثيون أنهم لا يملكون القرار ليكونوا جزءاً من الحل السياسي في اليمن الذي دعا له التحالف أكثر من مرة في كل المحافل الدولية وقدم العديد من مبادرات السلام التي قابلها الحوثيون بمزيد من التصعيد والتعنت، وبهذه التصرفات الرعناء نزداد يقيناً بأن حزب اللات اللبناني والحرس الثوري الإيراني هم المسيطرون على قرار الحرب الذي تشنها هذه المليشيات ضد أبناء الشعب اليمني ودول الجوار.
 
وفي الميدان حقق التحالف والقوات المشتركة إنجازات ملموسة كان أبرزها مقتل الحاكم الإيراني لصنعاء (حسن إيرلو) وتدمير مخازن ومستودعات وورش سرية للمليشيات تستخدمها في تخزين الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في صنعاء وعدد من المناطق، وبنفس الوقت حررت القوات المشتركة في الساحل الغربي ( حراس الجمهورية والعمالقة والألوية التهامية) مناطق شاسعة في الحديدة وخصوصاً تأمين مديرية حيس وأطراف الجراحي ومديرية مقبنة في محافظة تعز وصولاً إلى انتشار قوات العمالقة في مدينة شبوة تمهيداً لتحريرها وفك الحصار عن مدينة مأرب وكذا تكبيد المليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية في مختلف الجبهات.
 
ومع بدء التحالف في رسم مرحلة جديدة للعمليات العسكرية التي يقودها في إطار دعم الشرعية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، يطالب المدنيين بعدم التجمع أو الاقتراب من بنك الأهداف التي أعلنها ويستخدمها الحوثيون في إعادة تركيب القطع المهربة من إيران لصناعة الطائرات المسيرة وتطوير الصواريخ الباليستية وصناعة الألغام بأنواعها وأشكالها المتعددة، وكذا أماكن تواجد خبراء الموت الإيرانيين واللبنانيين المتواجدين في صنعاء وغيرها من المحافظات القابعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.
 
وتأتي عملية التحديث في العملية العسكرية لعاصفة إعادة الأمل في اليمن بعد نجاح التحالف الداعم للشرعية في اليمن والمخلصين من أبناء الشعب اليمني باختراق هرم القيادة لمليشيات الحوثي بعمليات استخباراتية دقيقة تكللت بنجاح ملموس على الأرض وكشف أوراق العمالة الحوثية وتبعيتها للحرس الثوري الإيراني وحزب اللات اللبناني اللذين يقودان الحرب الحوثية في اليمن لزعزعة استقرار المنطقة وسعيهما الحثيث للسيطرة على المنافذ البحرية العالمية وخصوصاً مضيق باب المندب وكذا إسقاط العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على إيران بسبب استمرارها في تطوير برنامجها النووي وتطوير الصواريخ الباليستية وأعمالها التخريبية في المنطقة، ويأتي هذا الاختراق في  صفوف الحوثيين بالتزامن مع تصاعد الانشقاقات والخلافات الكبيرة في صفوف المليشيا، قيادة وقواعد، جراء سياسة التمييز التي تتبعها، وكشفت العملية الاستخباراتية الأخيرة وجود خلافات بين قيادات الميليشيات نتيجة الاستئثار بالقيادة بناء على أسس مختلفة أبرزها الحق الإلهي، الذي يتبعه المقربون من  زعيم الحوثيين.
 
ويظهر جلياً لكل المهتمين في الشأن اليمني التصريحات الأخيرة لقيادة التحالف العربي وقيادة القوات المشتركة ابتداء من الساحل الغربي وامتداداً إلى أبين والضالع ولحج وتعز وشبوة ومأرب والجوف وحجة، وتأكيدهم بأن معركة اليمنيين الحالية ضد مليشيا الحوثي التابعة لإيران كما وصفها العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، بأنها "القادسية الثالثة"، مؤكدا جاهزية القوات المشتركة لتجاوز العمليات الدفاعية إلى الاعتراضية والهجومية.
 
وقال في كلمة أدلى بها، يوم الأربعاء، خلال زيارته الميدانية للواء الثاني حراس الجمهورية في محور البرح بمحافظة تعز:" نحن اليوم نخوض معركة القادسية الثالثة ضد فارس بعد قادسية القعقاع وقادسية صدام حسين والتي يخوضها معنا اليوم أبطال مأرب، جيشا وقبائل"، مقدماً التحية لأبطال مأرب ومحافظها البطل.
 
وفي ظل إعادة التموضع للقوات المشتركة التي أتت في سياق عسكري مدروس، تخلصت القوات المشتركة من خطر "ستوكهولم" الذي قيدها وجعلها غير قادرة على إطلاق معركة كبرى لتحرير مدينة الحديدة، كما أمنت الساحل الغربي وممرات الملاحة الدولية وباب المندب، وتأمين القوات المشتركة نفسها من خلال إعادة ترتيبها وانتشارها بمسرح عمليات مدروس وإخراج احتياطي قوي للمشاركة بعمليات اعتراضية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية