تشهد مختلف المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تزايدًا ملفتًا في ظاهرة الانتحار بأوساط المواطنين، والتي بدأت مؤخرًا تتخذ منحًى خطيرًا بعدما وصلت إلى الأطفال الذين أثقلت قلوبهم البريئة الحرب الحوثية. 
 
وخلّفت الحرب التي تقودها المليشيا، للعام الثامن تواليًا باليمن، أزمات إنسانية مدقعة انعكست أعباؤها سلبًا وبشكل واضح وملموس في ارتفاع معدلات الانتحار بالمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
 
أرقام أسبوعين
 
وبحسب إحصائيات رصدتها "وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" فإن طفلين انتحرا خلال الـ15 يومًا الماضية من إجمالي (7) حالات انتحار تم رصدها في (4) محافظات، نتيجة الظروف الراهنة في المعيشة والحياة التي أوجدتها هذه المليشيا الإرهابية في حياة المواطنين. 
 
ورصدت "وكالة 2 ديسمبر" منذُ الفترة ما بين 1 وحتى 15 فبراير الجاري (7) حالات انتحار، توزعت بعدد (2) حالة في العاصمة صنعاء، و(2) بمحافظة ريمة، و(2) في محافظة إب، وحالة واحدة شهدتها محافظة المحويت. 
 
ووفق ما تابع معد التقرير حالات الانتحار بتلك المناطق، فإن من بينها طفلين، أحدهما طالب مدرسة في محافظة ريمة، والأخرى طفلة في محافظة المحويت، فيما اثنتان من حالات الانتحار شهدتها العاصمة صنعاء كانت لطالب جامعي، والثانية لحكم رياضي سابق. 
 
يأتي ذلك في حين سُجلت باقي الـ3 حالات من الانتحار لشباب تدهورت حالاتهم النفسية نتيجة للوضع المعيشي الصعب الذي تسببت به المليشيا في حياة المواطنين في مناطق سيطرتها. 
 
سخط شعبي 
 
وأثار تزايد هذه الظاهرة، مؤخرًا، موجات واسعة من السخط بين أوساط المجتمع تجاه المليشيا الحوثية الإرهابية.
 
 وأشارت مصادر متطابقة إلى أن ممارسات الحوثيين ساهمت في زرع اليأس والإحباط لدى مختلف فئات الشعب، ودفعت الكثير من المواطنين للانتحار. 
 
كارثة الحرب الحوثية 

ويشير مختصون، في حديث عن حالات الانتحار مؤخرًا في مناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية، إلى أن الفقر والعجز والإحباط تعد أسبابا رئيسية لتزايد مثل هذه الحوادث المؤسفة، إضافة إلى عدم القدرة على تأمين لقمة العيش.
 
وتضيف مصادر أن أسباب تزايد أعداد حالات الانتحار يعود إلى ويلات الحرب التي أشعلتها المليشيا، وما جرى من تدمير كامل للبنية الاقتصادية، وكذا توقف للخدمات وارتفاع في الأسعار ومعدلات الفقر والبطالة، وانقطاع الرواتب وغيرها.
 
وتؤكد أن العديد من الأشخاص في اليمن، ومع تفاقم الحرب وما نتج عنها من تداعيات، هربوا إلى الانتحار بعد أن عجزوا عن الإيفاء بالتزاماتهم لأسرهم، ومن الفقر وسياسات التجويع والنهب والقمع التي خلقتها المليشيا الإرهابية الحوثية في حياتهم. 
 
وتكشف معلومات رقابية - وفق صحيفة "الشرق الأوسط" - أنّ الحرب التي أشعلها الحوثيون قادت إلى تفشٍ مرعب للفقر، ودفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها المليشيا منذُ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
 
يشير الإعلامي والمحلل السياسي عبدالكريم المدي، عن سبب تزايد حالات الانتحار في مناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية في تغريدة نشرها على "تويتر" إلى أن "الإرهاب الحوثي يواصل التنكيل بشعبنا اليمني قتلاً، وإفقارًا، وابتزازًا، وعنصريةً، وخطفًا، وفسادًا". 
 
ويضيف في إشارة إلى الحوثي: "من لم يمت في سجونه أو بألغامه وصواريخ، ومسيَّرات إيران، سوف يموت قهرًا أو انتحارًا"، متابعًا حديثه" وخيرة شباب اليمن ينتحرون بسبب ممارسات وظلم هذه النبتة الشيطانية".
 
 وأردف: "كل مقومات الحياة في اليمن، دمرتها عصابات عبدالملك الحوثي الإرهابية التي عبثت بخيرات الوطن".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية