التاسع من آب أغسطس من عام  2018  كان اليوم الأكثر رعبا بالنسبة لسكان منطقة  السويق بمدينة الحديدة ، إذ إنه ما بين منتصف الليل وبزوغ الفجر هب أفراد أسرة المعتقل يحيى المقداد، من أسرَّتهم على خبر  يقول لقد توفي تحت التعذيب في سجون المليشيات وقد جلبت جثته ، لدفنها دون أي اعتراض.

 

كان الخبر صادما للعديد ممن شاهدوا الواقعة لكنهم لا يمتلكون قرار الاعتراض، فمليشيات الحوثي الإجرامية هددت كل من حضر معاينة الجثة أو تصويرها وأمرتهم بدفنها بصمت ومن سيرفض سيواجه ذات العقاب الذي آل إليه مصير المقداد.

 

وعندما رد أحد أفراد أسرته على مليشيات الحوثي بقتلهم له ظلما وعدوانا كان رد مليشيات الإجرام صاعقا، بأنهم "دواعش ولا يحق لكم الاعتراض".

 

اعتقل المقداد قبل أيام ضمن حملات اعتقالات واسعة نفذتها مليشيات الحوثي في منطقة السويق واقتيد إلى مدرسة الزبيري للبنات ضمن العشرات، وهناك مورست بحقه صنوف شتى من ألوان العذاب ومنعت عنه الأدوية التي يحتاجها للتخفيف من الحالة العصبية التي أصيب بها أثناء فترة تعذيبه.

 

كانت عمليات التعذيب وحشية وقاسية لدرجة أن سكان البنايات القريبة من المعتقل كانوا يسمعون مرارا صراخ المعتقلين واستغاثتهم لساعات طويلة دون أن يجدوا الرحمة في قلوب عناصر الإجرام المتشبعة بالبغض والكراهية.

 

لم يكن المقداد ناشطا سياسيا يوماً ما ولم تكن لديه اهتمامات سياسية بقدر اهتمامه بتوفير لقمة العيش لأفراد أسرته في وقت ضاعت فيه الآمال في العثور على فرصة عمل تقيه شبح الموت جوعا.

 

لكن ذلك لم يرضِ مليشيات الكهنوت بل قامت باعتقاله وساقته ضمن العشرات إلى معتقلات الموت الرهيبة.

 

هناك حيث لا تلتفت الأمم المتحدة لأناتهم ولا تسمع صرخاتهم، تذبح مليشيات الإرهاب العشرات من المواطنين الأبرياء دون ذنب ارتكبوه سوى البحث عن لقمة تقيهم الموت جوعاً.

 

لم يكن المقداد يوما يعتقد أن الموت تحت سياط الجلادين سيكون مصيره المحتوم حتى ولو أنه يعلم أنه يعيش في مدينة يحكمها قانون الغاب.

 

المقداد لن يكون الأخير في سلسلة جرائم الموت المجانية التي تمنحها مليشيات الإجرام للمدنيين، بل إن القائمة ستطول لطالما لم نرَ موقفا أمميا رادعا يجبرها عن التوقف عن ذلك.

 

وتأتي هذه الواقعة بعد أيام قليلة من مقتل المعتقل إبراهيم مهيوب مقبل الصلاحي، تحت التعذيب، والذي أخفته مليشيات الحوثي الإرهابية لمدة عامين في معتقلاتها، وحادثة انتحار المعتقل التهامي محمد الملحاني في معتقلات صنعاء شنقاً نتيجة تعرض لصنوف من التعذيب الأمرِّ من قبل الجماعة المدعومة إيرانياً، حرقاً وضرباً وصعقا.

 

وفي ضوء تقارير حقوقيه تتحدث عن مقتل 120 مختطف من المدنيين في سجون الحوثي من التعذيب الوحشي وفي ظل وجود 5000  معتقل في سجون الحوثي السرية تمارس بحقهم ابشع أنوع التعذيب الوحشي في ظل تجاهل من قبل المنظمات الدولية وهو ما حفز مليشيا الحوثي للامعان في الجرائم ضد الإنسانية والتي ترقي لجرائم حرب.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية