انتزعت "مسام" إلى الآن 346 ألف لغم خبأها الحوثي لليمنيين تحت الأرض، إلى جانب أعداد هائلة انتزعتها الفِرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة.
 
كميات هائلة من الألغام الفردية المحرمة دوليًا، وأشكال أخرى مريبة، ألغام على شكل حجارة يصعب التعرف عليها للمواطن العادي، أما المقاتلون فقد تعودوا على اكتشافها وتجاوز خطرها.
 
ألغام بحرية أودت بحياة الكثير من الصيادين، ووضعت آخرين عرضة للخطر.
 
أشكال أخرى بعضها منحوت كجذع نخلة من مادة الفيبر معبأة بمواد متفجرة، وشكل بُلكة، وقطع بلاستيكية، وعلب مشروبات غازية، وقوارير مياه معدنية، وهذه الأشكال جاذبة لفئة من الناس تعيش وتقتات على تجميعها وبيعها.
 
أخبرني أحد المهتمين وأكد حديثه آخرون أن طفلًا انفجر به لغم على شكل لعبة كانت موضوعة على قارعة الطريق.
 
وهذه الأنواع المستحدثة من الألغام التي توضع على الأرض في الطرقات والممرات والمزارع، مزودة بكاميرا تنفجر بمجرد مرورك من أمامها، تقنية تمتلكها واستخدمتها مليشيات حزب الله اللبناني خلال معاركها مع الكيان الصهيوني.
 
نُقلت هذه التقنية إلى الحوثي عبر خبراء ومدربين إيرانيين ولبنانيين، يرجِّح البعض أن عددًا منهم كانوا محاصرين في الدريهمي، قبل أن تتمكن مليشيا الحوثي من إخراجهم مضحية بالمئات من عناصرها الذين لقوا مصارعهم على يد القوات المشتركة. 
 
منذ متى يهتم الحوثي بالكلفة البشرية، وهو يرمي الآلاف من المغرر بهم إلى لمحارق لمجرد نيته السيطرة على تبة واحدة يمكن لها أن تمنح جمهوره صورة خادعة عن اقترابه الزائف من النصر، وسيضحّي بألف من أتباعه للحصول على تلك الصورة أو السيطرة على أقل من كيلو متر واحد.
 
خسر الحوثي في معركة الجنوب التي انتهت بدحره ما يزيد عن ٤٠٠٠ مقاتل، مصير ٢٥٠٠ منهم مجهول ولا يُعرف عنهم شيئًا.
 
استماتته في إخراج المجموعة القليلة المحاصرة في الدريهمي ربما تؤكد ذلك، وأن من ظهروا في الفيديوهات ليسوا سوى مرافقين للخبراء الإيرانيين وعناصر حزب الله اللبناني وأسعدوا من سعادة الإيراني واللبناني.
 
تعويض النقص العددي لعناصر الحوثي ربما دفعه إلى عدم الاكتراث بمن يُقتل نتيجة التعرض للألغام، أو أنه ذاهب لاستهداف كل من لم يؤمن بالصرخة الإيرانية.
 
حجم الألغام الذي شاهدته مفزع للغاية ويكشف عن شهيتهم المتعطشة للانتقام من كل ما ليس حوثيًا.
 
استهداف أكبر قدر من الناس، حتى تتساوى النسبة السكانية مع الرقم الذي خسره الحوثي من سلالته في هذه الحرب لتبقى نسبة وجوده بعد الحرب متساوية مع نسبة وجوده بعدها.
 
يكره الحوثي وجوده كأقلية داخل اليمن، وقد أوهم الإيرانيين قبل الحرب بأن اتباع سلالته يمثلون ٨٥% من إجمالي سكان اليمن، وأنه أحق بالحكم.
 
مليون لغم تقريبًا زرعها الحوثي ويدأب على زراعة المزيد. بالمقابل فإن عدد الجيوش التي تقاتله مجتمعة لا يتجاوز الـ١٠٠ ألف مقاتل، فلمن يخبئ باقي الألغام إذا اعتبرنا أنه زرعها من أجل الدفاع عن النفس.
 
بالمجمل لا يوجد يمني ينتمي إلى هذه الأرض يقبل أن يُزرع فيها لغم واحد، فما بالكم بمليون لغم والعدد في ازدياد.
 
استخدم الحوثي كل شيء في هذه الحرب، وهي أمور مقبولة في حسابات الحروب العبثية، الطائرات المفخخة، والصواريخة البالستية، الصواريخ المحمولة... الخ، أسلحة يُعرف أين يستهدف بها ومتى ومن.
 
أما الألغام، فهي خيانة لهذه الأرض، واغتيال للمستقبل والعار الذي سيلاحق الحوثيين إلى الأبد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية