في الوقت الذي يخذلك الجميع يظهر الرجال بمعادنهم الصافية، وبالمواقف فقط نجد الرجال المخلصين، وما نشاهده اليوم من مواقف العميد طارق صالح، وآخرها استجابته لنداء الاستغاثة لمرضى الفشل الكلوي في تعز، وقبلها في عدن، ليس بغريب ولا جديد عليه وهو الملبي لنداء الملايين من الشعب وقائد الثورة العسكرية في وجهة الإمامة من سط صنعاء، ولا يزال يخوضها ومعه الشرفاء والمخلصون من كل ربوع اليمن وفي كل الجبهات، معركة الخلاص من الكهنوت، وقد أقسم ألا يهدأ له بال أو يرتاح حتى تطهير صنعاء من رجس الكهنة عبيد طهران.  
 
غير أن ما يجعلنا نثني عليه اليوم، هو هذا الشعور بالأمل والأمان الذي يمنحه لمحافظة تعز التي كشفت الأيام كيف تخلى عنها القريب قبل البعيد، وهي الملبية أكثر لنداء الواجب المقدس بالوقوف في وجه عدو قذر لا ينام الليل دون أن يخطف روح طفل أو يثكل أمًا أو يفرق بين الأشقاء والأصدقاء.  
 
تعز نموذج للانكسار الحقيقي، وضحية لوعي عالٍ كانت، وما زالت تلهمنا إياه وتلهم كل حر وطَموح.  
 
ولا تزال هذه المحافظة حتى اللحظة، تعيش المعاناة مضاعفة على بقية المحافظات التي بُليت بعدو كهنوتي حقير، وحكومة فاشلة لا تحسن القيام ولو بالقليل من مسؤولياتها.. وعندما نحمّل الحكومة فلا يعني أننا نقف ضدها؛ بل يحزننا الحال الذي تدير به البلاد!! 
 
لقد كانت كلمة العميد طارق (ابشر) كالمطر بعد صلاة الاستسقاء، وكالضوء في هذا الظلام الدامس، والجسر في طريق الأمنيات؛ بل الأمان في زمن الخذلان.  
 
ولكن، بالرغم من كل هذه الأوجاع، إلا أن تعز ستعود إلى مكانتها وإلى عهدها طالما ويقف خلفها قائد يملك من الإنسانية ما يتسع للوطن بأكمله، وها هي الأيام والمواقف تثبت ذلك، ومن لا يزال يشكك فليثبِت أو يبرهن عكس ذلك.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية