إذا كانت جمهورية أفلاطون شعرية متخيَّلة وفلسفية متصوَّرة؛ فإن "جمهورية" المخا حقيقة واقعية، ومعالمها شاهقة وشواهدها استثنائية، عابرة للزمان والمكان، ينبلج نورها بسرعة فائقة ويشق طريقه وسط عتمة وانحسار تشهدها اليمن كوطن والجمهورية كنظام سياسي، لتختزل المخا الأمرين معاً، وتنهض بتحدٍّ صارم وإعجاز مدهش لإثبات أنها موطن لجمهورية مثالية في البناء والقيادة، وكل يوم تفاجئ الجميع بإبهار ودهشة.
 
انطلقت فعلياً عملية تدشين المرحلة الثالثة من مشروع مطار المخا الدولي، متضمنةً توسيع مدرج المطار لضمان قدرته على استقبال الطائرات الكبيرة بمختلف أحجامها دون توجُّس، وبهذه الخطوة فإننا أمام مطار دولي بمواصفات عالمية حديثة، يستقطب مختلف الرحلات الجوية ويصبح همزة وصل بين اليمن والعالم.
 
المثير للدهشة أن هذا التدشين يأتي بعد مضي فترة وجيزة من تدشين المرحلة الثانية الخاصة بالعمل على "البرج وصالة المطار"، وتعزيز فاعلية هذا المشروع العملاق باستقبال المدرج أولى الرحلات الجوية التابعة لمنظمة الصليب الأحمر.
 
ومما يعزز أهمية هذه الخطوة "تدشين المرحلة الثالثة لمشروع مطار المخا الدولي"، أنها تأتي تزامناً مع وصول فريق استشاري مصري لتطوير ميناء المخا ونقله ليكون ميناء دولياً، وكذلك استمرار العمل بوتيرة عالية لإنجاز طريق الكدحة- البيرين والذي بات يُعرف بطريق "فك الحصار عن تعز"، بالشق والتعبيد؛ لتبدو المخا بمثابة المركز الجديد للجمهورية، والمتنفس الحقيقي الذي سيشمل نوره المدينة المحاصرة وسيعم خيره اليمن عموماً.
 
وكلما اتسعت رقعة "جمهورية" المخا المثالية؛ تشييداً وإنجازاً وتجاوزاً لكل المعضلات التي تلاشت في الساحل الغربي، وبات النجاح والتميز والتطوير والعمران هي المفردات اليومية التي يمكن التفوه بها من قِبل كل متأمل وبصير يتابع هذا التسارع التنموي؛ فإنه سرعان ما يتبادر إلى الذهن مهندس هذه الجمهورية المثالية وعبقريَّها العميد طارق صالح، الذي أثبت بأفعاله ألا شيء مستحيل، ومن واقع إداركه أن معركة البناء لا تقل أهمية عن الجبهات العسكرية لمواجهة المشروع الإيراني وأدواته مليشيا الحوثي، وسيدين له التاريخ باعتراف رسمي بأنه من أعاد لخاصرة اليمن مركزها التاريخي ودورها الحضاري والاقتصادي في أحلك الظروف وأكثرها قسوة وضراوة، ما يجعله مثار حيرة وثقة في أعين مجتمعه وشعبه، ونقطة التقاء وتأييد الجماهير اليمنية العريضة الحالمة بمخلّص ومنقذ فعلي ينتشلها من هاوية الضياع والهشاشة المتفشية في أرجاء اليمن باستثناء هذا المكان المضيء بالتقدم، والقائد الطموح ذي الحكمة والقوة والإرادة الجمهورية الجمة.
 
* لحسون صالح مصلح، نجل وزير الدفاع في حكومة الجنوب قبل الوحدة

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية