بعد إعلان زعيم العصابة الحوثية عن تدشين المراكز الصيفية لهذا الموسم، تدخل صنعاء وأخواتها مرحلة الخطر، حيث النأي عن هذه المراكز الخطرة هو عداء واضح للعصابة بحسب تصريح ناطقهم الرسمي محمد عبدالسلام، الذي اعتبر، في تغريدة على تويتر، الأجيال السابقة منحطة، بما معناه من ليس معنا فهو ضدنا.
 
هنا يجوز القول إن مثل هذه الخطوة ليست إلا مقدمة لظهور "الحوزات والحسينيات" على غرار ما يحدث في إيران، ولا نستبعد ذلك؛ فالجماعة ليست إلا طليعة المشروع الخامنئي لتفخيخ الشرق، كما أن الجماعة تعمل بخبرات إيرانية في كل المجالات.
 
المأساة الكبرى هي أن المراكز التي بلغ عددها 2600 مركز، هي فقاسات للإرهاب والتطرف الذي ستعاني منه اليمن؛ بل والمنطقة لسنوات طويلة. وما حدث في صعدة ليس ببعيد عنا؛ إذ أنتجت المراكز الصيفية لتنظيم ماسمي "الشباب المؤمن" هذه الجماعة، والتي هي أخطر التنظيمات الإرهابية، فما بالك أن يصبح ذلك النظام إجباريًا على الجميع؟
 
ما يحدث في تلك المراكز هو تدجين الأطفال وتعليمهم دروسًا عقائدية تخدم المشروع الإيراني وترفد جبهات الحرب على الشعب اليمني بالمقاتلين الجدد، خصوصًا بعدما بدأت ذخيرتها من رجال القبائل بالنفاد بسبب طول أمد الحرب خلال السنوات العشر الماضية.
 
 تستهدف المراكز الصيفية أكثر من مليون طفل في اليمن بحسب تقارير صحفية، وما يزيد الأمر خطورة هو ظهور "يحيى بدر الدين الحوثي" شقيق زعيم الجماعة ومنتحل صفة وزير التعليم في حكومة المليشيا غير المعترف بها، وسط حشد من الأطفال في أحد المراكز الصيفية، وهو ما يدل على أن المراكز تتلقى رعاية مباشرة من قيادات الجماعة كمشروع استراتيجي يخدم مشروعها السياسي والطائفي في اليمن.
 
يؤسس الحوثي لمشروع طائفي في جنوب الجزيرة العربية، من خلال زرع بذور الأفكار الطائفية في أذهان الأطفال.. ما سيحدت هو نزع الهوية الوطنية واستبدالها بهوية جديدة، الهوية القاتلة ذات الأساس الديني الكهنوتي القائمة على عقيدة حب "السيد". 
 
مبعث الخطورة أن الأطفال الذين ولدوا عشية الانقلاب في 2014، الآن يحزمون حقائبهم ويذهبون إلى المدرسة في الصفوف الأساسية، هؤلاء تفتحت أعينهم على شعارات الموت التي تصدرها الجماعة الكهنوتية.. لم يكتفِ الحوثي باستغلال المدارس لنشر هويته وثقافته وحشد الأطفال للجبهات؛ بل تجاوزت شهيته المدارس إلى المراكز الصيفية التي لا يعلم عنها أحد شيئًا، كما أنها غير مرتبطة بمؤسسات الدولة، أي لا تخضع لرقابة ولا لمنهج حتى ولو صوريًا. 
 
هي أكبر عملية مسخ يتعرض لها الأطفال في العالم، والعجيب في الأمر أن هذا يحدث أمام أعين العالم والمنظمات الدولية. 
 
على اليمنيين أن يخافوا مما يحدث، وليس أمامهم غير خيار واحد، هو منع أطفالهم من الانخراط في هذه المراكز المشبوهة التي قد تعيد أطفالهم صورًا مذيلة بألقاب مليشياوية وصناديق مغطاة بالأخضر الذي صار عنوان الخراب.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية