الشيخ عبد الرحمن حجري..قامة وطنية ترجلت عن صهوة جواد المقاومة (تقرير)
خيم الحزن الكبير في أوساط الجبهة الوطنية خاصة في الساحل الغربي، برحيل الشيخ عبدالرحمن حجري مؤسس المقاومة التهامية والحراك التهامي السلمي، الذي فارق الحياة في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة إثر مرض عضال ألمّ به.
لقد كان الفقيد "بطلاً محنكاً" كما يصفه رفاق سلاحه، لم يتوانَ لحظة عن أداء واجبه الوطني في وجه المشروع الإيراني الظلامي، وأطماع مليشيا الحوثي الإرهابية في تهامة، واليمن ككل.
وشيع أبناء الساحل الغربي جثمان الفقيد، أمس، في مديرية الخوخة إلى مثواه الأخير في مشهد مهيب عكس مكانته الرفيعة وحضوره الطاغي كبطلٍ مقاوم عاش ومات على نفس المبدأ، قبل أن تبدأ مراسم العزاء بحضور نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية، طارق صالح، الذي أشاد بمناقب الفقيد وأدواره الوطنية والنضالية في خدمة وطنه وأبناء مجتمعه.
وكان الشيخ حجري، من أوائل من حملوا السلاح في وجه المشروع التوسعي الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي الإرهابية)، وقاتل بشراسة إلى جانب رفاق سلاحه الذين يواصلون اليوم ذات المعركة ويسيرون على نفس الدرب الذي خطه.
لقد جسّد الإجماع الشعبي في تهامة على مكانة الفقيد التزاماً راسخاً بالنهج الذي تبناه في مقاومة الإمامة وأذنابها، والتصدي لمشروعها العنصري، الذي لم يتوقف عن ممارسة أبشع أنواع الانتقام بحق أبناء تهامة الذين يقفون اليوم في الصفوف الأمامية دفاعاً عن كرامة وطنهم بشموخ لا يُضاهى.
لم يقتصر كفاح الشيخ حجري على الجانب العسكري، بل امتد ليشمل مساراً سياسياً هاماً عبر الحراك التهامي السلمي، فقد كان له دور بارز في النقاشات واللقاءات والاجتماعات المحلية والدولية الهادفة إلى إبراز حقيقة المشروع الحوثي والجرائم الجسيمة التي يرتكبها في تهامة، ووضع العالم أمام حقيقة هذه المليشيا وفضح إجرامها الوحشي ضد أبناء اليمن، وخاصة أبناء تهامة.
لقد أدى الشيخ حجري دوراً وطنياً عظيماً في المعركة ضد الانقلاب، والدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية، ما يجعل من رحيله خسارة وطنية كبيرة؛ إلا أنه، ورغم هذا الفقد الجلل، فقد ترك إرثاً قيادياً ملهماً لرفاق سلاحه ومحبيه، ونهجاً واضحاً يتمسك به أبناء تهامة اليوم في القوات المشتركة، ليواصلوا مع رفاق سلاحهم تحقيق الأهداف الوطنية التي ضحى الفقيد من أجلها بكل عزيمة وإصرار.