إنهاء خطر إيران لن يفجر المنطقة بل سيحررها
يتحدث البعض عن أن أي حرب ضد إيران قد تُفجّر المنطقة كلها، لكن هذه الرواية، رغم تكرارها، ليس أمراً حتمياً، بل تعكس الرؤية المبالغ فيها عن طبيعة شبكة الأذرع التي بنتها طهران حول نفسها، لا قوتها الفعلية.
فإيران، التي شيدت منظومة مليشيات في لبنان والعراق وسوريا واليمن، تحاول أن تصوّر أي استهداف لها وكأنه استهداف للمنطقة بأكملها، لكن الحقيقة أن خطر الانفجار لا يأتي من القضاء على خطر إيران، بل من بقاء إيران بهذا النفوذ العدواني.
ما تمثله إيران من تهديد لم يعد أمراً مخفياً، ويتمثل في برنامج نووي يتجاوز الخطوط الحمراء، وميليشيا طائفية تنفذ أجندتها في قلب العواصم العربية، وسلاح يستهدف الشعوب قبل العدو المفترض، والذي استخدمته لتمرير أجندتها.
الرواية التي تحذّر من تفجير المنطقة بسبب الحرب على إيران تتجاهل أن إيران نفسها فجّرت استقرار المنطقة لعقود، من اختطاف بيروت، إلى تسليح الحوثيين، إلى تمزيق العراق وسوريا، فمن الذي بدأ التفجير أصلاً؟ وكأن المطلوب مكافأة إيران والإبقاء على خطرها وعدوانيتها.
المؤكد أنه إذا تم استهداف الرأس، فالأذناب ستضطرب بالتأكيد، لكنها لن تشعل المنطقة، بل ستبدأ بالانهيار، فالشعوب العربية لم تعد تؤمن بإيران كـداعم للمقاومة، بل تراها تهديداً صريحاً لسيادتها وأمنها وهويتها، وفي طليعة ذلك، الشعوب التي اكتوت بنار المشروع الإيراني ودفعت ثمن تدخله دماً ودماراً.