أثارت العملية الأخيرة التي نفذتها القوات البحرية التابعة للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، إعجابًا وتأييدًا واسعين في الأوساط اليمنية، بعد نجاحها في إحباط أكبر شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، في ضربة نوعية وصفها ناشطون وصحفيون بأنها "تحول مفصلي" في مسار الحرب، و"كشف نهائي" لأسطورة ما يُسمى بـ"الصناعة الحربية المحلية" لدى الحوثيين.

العملية، التي جاءت نتيجة تنسيق استخباراتي عالي المستوى بين شُعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية وقواتها البحرية، كشفت حجم التورط الإيراني في تسليح الحوثيين، وأظهرت الوجه الحقيقي للذراع الإيرانية في اليمن، بحسب تعبير عدد من الصحفيين والناشطين.

منشورات موحدة وموقف غير مسبوق

اللافت في هذه العملية، بحسب مراقبين، هو الإجماع غير المسبوق الذي جمع اليمنيين بمختلف انتماءاتهم السياسية، حيث التقت جميع الأصوات من مختلف التيارات السياسية والمدنية، في تأييد العملية والإشادة بها، في مشهد نادر لم يشهده اليمن منذ سنوات.

الكاتب الصحفي "هزاع البيل" وصف جبهة الساحل الغربي بأنها "أكثر ما يُرعب عبدالملك الحوثي"، مشيرًا إلى أن "قوات المقاومة الوطنية مدرّبة ومنضبطة، تعرف كيف تخترق السهول والجبال، واليوم باتت تملك قوة بحرية تضرب عمق الشريان الحوثي في البحر الأحمر". واعتبر العملية الأخيرة "نقطة تحوّل" كشفت زيف الادعاء الحوثي بالتصنيع الحربي.

أما الصحفي أصيل السقلدي، فقد رأى أن القبض على سفينة السلاح الإيراني "يكشف الحوثي عاريًا أمام من خدعهم بشعارات الصمود وادعاءاته المزيفة"، مؤكدًا أن هذه الضربة توضح أن كل ما كان يروج له الحوثي حول الإنتاج الحربي المحلي "مجرد وهم كبير".

كشف الكذبة الكبرى: لا تصنيع.. بل تهريب

الناشط عرفات الزمر، استنكر- في منشوره على منصة "إكس"- سنوات من الادعاء الحوثي حول "التصنيع المحلي"، وقال ساخرًا: "عشر سنوات وهم يبيعون وَهْم التصنيع الحربي بمعارض أشبه بمدينة ألعاب! واليوم، ضربة نوعية تكشف أن كل شيء كان يجي جاهز من إيران، وهم مجرد واجهة!".

من جهته، وصف الدكتور "منصور القدسي" ضبط الشحنة بأنه "تحول نوعي بمسار المعركة"، وأنها تمهد لـ"الخلاص من عبث ذراع إيران بمصير اليمن". وأضاف: "ثمة همة وإرادة جمهورية تتقدم، ولن ينجو منها كهنة مران وطهران مهما ادعوا".

الكاتب "حسين مقبل" اختصر المشهد بالقول: "كل هذه السنين والحوثي يسرق التبرعات ورواتب الناس باسم التصنيع الحربي، وفي الأخير، طلع كل شيء مجرد تهريب حربي.. لا صناعة ولا هم يحزنون".

أدلة دامغة: صواريخ إيرانية بأسماء يمنية

أما الصحفي عدنان الجبرني، فقد نشر تحليلًا تقنيًا للشحنة المضبوطة، وقال؛ إن "هذه الصواريخ من عائلة (قادر- نور) الإيرانية"، وإن الحوثيين يقومون فقط "بتغيير الملصقات"، ويكتبون عليها أسماء محلية مثل "المندب 1"، مضيفًا أن "إيران أعلنت عن هذه الصواريخ في 2014، وبدأ تهريبها للحوثيين منذ 2017 ضمن شحنات صغيرة مثل التي أعلنت المقاومة الوطنية اليوم ضبطها".

رسالة واحدة: نحن مع الوطن ضد وكلاء إيران

تؤكد هذه الحملة الواسعة من التأييد، أن العملية الأخيرة للمقاومة الوطنية لم تكن مجرد نجاح أمني أو عسكري فحسب، بل فعلًا وحدويًا أعاد التذكير بأولوية معركة اليمنيين ضد المشروع الإيراني، وبأن مواجهة الحوثي لا تزال قادرة على حشد مختلف الأطراف خلفها حينما يكون الهدف وطنيًا خالصًا.

وبهذا الإنجاز، تكون شُعبة الاستخبارات وقوات البحرية في المقاومة الوطنية قد قدمتا نموذجًا محترفًا في الرصد والتنفيذ، أما الأثر السياسي والاجتماعي للإنجاز، فقد تجلى في هذه الموجة الوطنية الواسعة من الدعم والإشادة، التي أكدت أن اليمنيين- رغم تبايناتهم- لا يزالون يتفقون عندما يتعلق الأمر بكرامة الوطن واستعادة قراره من براثن الوصاية الإيرانية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية