" 750 ".. رقم حصري مُسجل باسم المقاومة الوطنية
تحوّل الرَّقْم "750"، خلال اليومين الماضيين، إلى أكثر من مجرد رقم في دفتر العمليات النوعية للمقاومة الوطنية، ليصبح عنوانًا رمزيًا يُلخص واحدة من أبرز وأدق الضربات التي وجهتها قواتها البحرية مسنودة بشعبة الاستخبارات ضد شبكات التهريب الإيراني الداعمة لمليشيا الحوثي.
وطغى هذا الرقم على تدوينات واهتمامات المتابعين على وسائط التواصل الاجتماعي؛ لارتباطه بشحنة السلاح الاستراتيجية التي تزن 750 طنًا من السلاح والعتاد المتعدد المهام والأغراض، كانت في طريقها إلى محافظة الحديدة على البحر الأحمر، التي اتخذت المليشيا من موانئها مراكز إنزال للأسلحة القادمة من إيران.
ونفذت قوات المقاومة الوطنية هذه العملية الدقيقة بعد تنسيق استخباراتي عالي المستوى بين شُعبة الاستخبارات العسكرية والقوات البحرية التابعة لها، ما ساهم في اعتراض الشحنة قبل وصولها إلى أي نقطة تفريغ، لتوجه صفعة مزدوجة، من جهة كشفت حجم التورط الإيراني، ومن جهة أخرى فضحت زيف ما تسميه المليشيا الحوثية الاكتفاء الصناعي الحربي.
وغدا الرقم 750 رمزًا دالاً على اليقظة والجاهزية والكفاءة، والضبط البحري الدقيق في بيئة معقدة، تخوض فيها المقاومة الوطنية معركة مفتوحة ضد شبكات التهريب المرتبطة بإيران، وتسجل إنجازات متواصلة كانت أبرزها العملية الأخيرة التي أسفرت عن ضبط هذه الشحنة من الصواريخ والمسيرات والمدافع والذخائر المتنوعة والأدوات الحربية المتعددة.
كما أن الرقم 750 بات مرادفًا لنجاح نوعي يرفع من أسهم المقاومة الوطنية كقوة منضبطة وفعّالة في ميدان الحرب، لا تعتمد فقط على الجبهة البرية، بل توسع قدراتها إلى المجال البحري والاستخباراتي باحترافية عالية.
واللافت في هذه العملية، كما يرى مراقبون، أن الرقم 750 وحَّد خلفه الشارع اليمني بمختلف توجهاته؛ ناشطين وصحفيين ومواطنين عاديين انطلقوا إلى منصات التواصل للتعبير عن تقديرهم لإنجاز تاريخي، مؤكدين أن المقاومة الوطنية باتت تمثل أنموذجًا واقعيًا لمشروع الدولة وردع التدخلات الإيرانية.
وذهب المدونون إلى حد اعتبار العملية، وما كشفته من محتوى، بمثابة شهادة وفاة رسمية لوهم التصنيع الحربي الحوثي الذي روجت له المليشيا على مدى سنوات، بينما كانت تتلقى السلاح جاهزًا من إيران، وتضع عليه ملصقات ومسميات جديدة لتضليل الرأي العام.
محللون عسكريون أيضًا، وصفوا العملية بأنها نقطة تحول في مسار الحرب، ليس فقط بسبب الحجم الضخم للشحنة المضبوطة، بل لما لها من تداعيات على مستوى الردع البحري والقدرة الاستخباراتية، وكذلك على المستوى السياسي، حيث تعيد هذه العملية تعريف دور المقاومة الوطنية كلاعب أساس في المعركة من أجل استعادة الدولة.
رغم أنه قد يبدو رقمًا عاديًا للبعض، إلا أن "750" في اليمن بات يحمل دلالة خاصة، اختُزلت فيه عملية نوعية أثبتت أن المقاومة الوطنية تتحرك برؤية واضحة وتخطيط محكم وتنفيذ دقيق، مما يجعل من هذا الرقم علامة فارقة في سجلها الميداني، وإنجازاً محفوراً في ذاكرة ووجدان اليمنيين، باعتباره دلالة لضربة موجعة استهدفت أحد أهم شرايين الدعم الإيراني للإرهابيين الحوثيين.