شهدت مدارس مدينة المخا، خلال العام الدراسي 2025-2026 إقبالاً غير مسبوق من الطلاب والطالبات الذين غادروا من المدارس الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، مما شكل ضغطًا كبيرًا على التعليم استقبلته المدارس بحفاوة.

هذا التحول، يعود إلى تضافر عوامل عدة، أبرزها المناهج الطائفية التي تفرضها المليشيا الحوثية، بالإضافة إلى بطشها بحق الأسر التي تعرضت للتهديدات، وكذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة في المناطق التي تسيطر عليها.

ازدحام طلابي غير مسبوق

بحسب مدير مكتب التربية والتعليم بالمخا، قاسم الشاذلي، فإن المدارس التي كانت تستوعب أعدادًا محدودة، مثل مدرسة الفجر الجديد، أصبحت الآن تستوعب أعدادًا تتجاوز طاقتها القصوى، حيث ارتفعت نسبة الطلاب الوافدين من خارج المديرية، بسبب الهروب الجماعي من مدارس الحوثي التي تروج للتعليم الطائفي.

وأشار الشاذلي إلى أن المخا تحظى بدعم كبير من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق أول طارق صالح، الذي وضع التعليم في صدارة أولوياته. من هذا الدعم تم بناء مجمعات تربوية مثل "المجمع الإماراتي التربوي" في المخا، فضلًا عن تقديم الدعم المادي للطلاب والمعلمين ومنحهم الحقيبة المدرسية ومواد دراسية.

أسر هربت من بطش الحوثيين ووضعهم الاقتصادي

وفي هذا السياق، يوضح العديد من الأهالي الذين فروا من مناطق سيطرة الحوثي أن هناك أسرًا لا تهرب فقط من المناهج الطائفية، ولكن أيضًا من قمع المليشيا المستمر والتهديدات التي تعرضوا لها. بعض الأسر فرت من القتل والاختطاف، بينما آخرون هربوا بسبب الظروف الاقتصادية المتردية التي تسببت فيها سياسة الحوثيين التي أغلقت أسواق العمل وأثقلت كاهل الأسر بالضرائب والجبايات.

قصص واقعية

أحد الطلاب، أمجد، الذي يدرس في مدرسة حمود الدخين بالمخا، قال إنه غادر مع عائلته من الحديدة بعد أن أُجبر على دراسة المناهج الحوثية التي كانت مليئة بالشعارات الطائفية، مشيرًا إلى أن المدارس التي ذهب إليها في المخا تقدم تعليمًا حقيقيًا، دون تلاعب في المناهج.

أما الطالبة فيدا، القادمة من مديرية ماوية، أكدت أن التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين كان تحت مستوى المقبول، حيث كان يقتصر على تعلم شعارات الحوثي: "جئت إلى المخا لأواصل تعليمي في بيئة صحية بعيدًا عن الأكاذيب والافتراءات التي كانت تدرس في مدارس الحوثيين"، قالت فيدا.

ووفقًا للعديد من المدرسين والإداريين في المخا، فإن الاستقرار الأمني في المناطق المحررة ساهم بشكل كبير في زيادة الإقبال على التعليم، حيث فتح المجال أمام الأسر النازحة من مناطق الحوثي لتسجيل أطفالها في المدارس المحررة.

الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب في مدارس المخا تبرز حجم المعاناة التي تعيشها الأسر في مناطق سيطرة الحوثيين، وتؤكد أن التعليم هو السبيل الوحيد للانتقال من الظلام إلى النور.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية