يواجه ملايين اليمنيين كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يتسع نطاق الجوع وسوء التغذية في مختلف المناطق، في ظل تورط مليشيا الحوثي بانتهاج سياسة الإفقار والتجويع كأداة للسيطرة على السكان، من خلال قطع المرتبات، ومضاعفة الجبايات والضرائب غير القانونية، إلى جانب عمليات النهب والابتزاز الممنهجة للموارد العامة والخاصة والسطو على المساعدات.

تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كشف أن ما يقارب 19.5 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحماية عاجلة، بينهم نصف مليون طفل مهددون بسوء التغذية الحاد الوخيم، فيما يفتقر نحو 17.8 مليون شخص إلى أبسط خدمات الرعاية الصحية.

وأشار التقرير إلى أن الظروف المعيشية السيئة الناتجة عن انهيار الاقتصاد والحرب الحوثية الممتدة منذ أحد عشر عامًا، باتت تضغط بشكل غير مسبوق على الأسر اليمنية، خاصة النساء والأطفال.

ويرى خبراء اقتصاديون أن السياسات الحوثية أسهمت بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية؛ فالمليشيا، التي استولت على مؤسسات الدولة منذ انقلابها في سبتمبر 2014، قطعت رواتب الموظفين، وفرضت جبايات تحت مسميات متعددة، تشمل دعم "المجهود الحربي" وتمويل فعاليات طائفية، إلى جانب الاستيلاء على عائدات الضرائب والجمارك وقطاع الاتصالات والوقود، ما أدى إلى انهيار القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الأمن الغذائي إلى مستويات كارثية.

ويؤكد مواطنون في صنعاء وذمار والحديدة أن معاناتهم تضاعفت مع فرض مليشيا الحوثي إتاوات متكررة على التجار والمزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة، ما انعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية التي ارتفعت بشكل غير مسبوق.. مشيرين إلى أن بعض الأسر باتت تعتمد على وجبة واحدة يوميًا، فيما اضطر آخرون إلى بيع ممتلكاتهم البسيطة لتأمين الغذاء.

التقارير الإنسانية حذرت أيضًا من أن 4.5 مليون طفل يواجهون خطر البقاء خارج المدارس بسبب الفقر وانعدام الخدمات، في وقت يهدد التجنيد القسري والزواج المبكر وعمالة الأطفال مستقبل جيل كامل.

وتطالب منظمات حقوقية وناشطون المجتمع الدولي بالتحرك لوقف سياسات النهب الحوثية، وربط أي مساعدات إنسانية بآليات رقابية صارمة تضمن وصولها لمستحقيها، بعيدًا عن شبكات الفساد والابتزاز.

وبحسب خبراء، فإن إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن لن يتحقق إلا باستعادة مؤسسات الدولة وإعادة صرف المرتبات وإطلاق عملية إنعاش اقتصادي تعيد الأمل للملايين من ضحايا الفقر والجوع.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية