يمثل قرب تشغيل مطار المخا الدولي خطوة مهمة نحو كسر الحصار المفروض على محافظة تعز منذ أكثر من تسعة أعوام، ليصبح ثاني منفذ حيوي يربط المحافظة بالعالم الخارجي بعد افتتاح طريق الشيخ محمد بن زايد "المخا- تعز"، في مؤشر على فشل رهانات مليشيا الحوثي الإرهابية في إخضاع المدينة.

على مدى سنوات الحصار، استخدمت مليشيا الحوثي مختلف وسائل القمع والعقاب الجماعي ضد سكان تعز، من القصف والقنص والاختطافات، إلى إغلاق الطرق الرئيسة ومنع مرور البضائع والمساعدات الإنسانية.

كما ضيقت الخناق على مناطق المياه شرق المدينة، في محاولة لإجبار السكان على الاستسلام، إلا أن أبناء تعز صمدوا وواصلوا مقاومتهم رغم قسوة الظروف.

وأدى استمرار الحصار إلى مضاعفة معاناة المدنيين، حيث ارتفعت أسعار السلع وتراجعت حركة التجارة، واضطر المواطنون إلى سلوك طرق جبلية وعرة للتنقل بين مديريات المحافظة، في مشهد وصفه مراقبون بأنه يوازي معاناة سكان غزة تحت الحصار، مع اختلاف هوية الجاني.

ورغم تكرار الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحصار، فإن مليشيا الحوثي رفضت فتح الطرقات خلال جولات المفاوضات السابقة، كان آخرها مفاوضات عمّان برعاية المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، حين هدد رئيس وفد الحوثيين يحيى الرزامي قائلاً إن «البديل للممرات هو المقابر»، في إشارة إلى تعنت المليشيا ورفضها لأي حلول.

لكن التطورات الميدانية الأخيرة أظهرت فشل تلك السياسة. فقد نجحت المقاومة الوطنية بقيادة نائب رئيس مجلس القيادة الفريق ركن طارق صالح في فتح طريق الشيخ محمد بن زايد الذي أعاد تدفق البضائع والمسافرين من وإلى المدينة بأمان.

فيما يشكل مطار المخا الدولي خطوة إضافية نحو كسر العزلة المفروضة حوثياً على تعز، بعد أن استكملت عمليات توسعته وتجهيزه لاستقبال الطائرات الكبيرة.

وأكدت الخطوط الجوية اليمنية أن موعد تشغيله الرسمي سيُعلن خلال الأسبوع الجاري.

كما دشنت المقاومة الوطنية مشروعًا استراتيجيًا لتوفير المياه للمدينة بقدرة إنتاجية تصل إلى أربعة ملايين لتر يوميًا، ما سيسهم في التخفيف من أزمة المياه المزمنة وإعادة الحياة الطبيعية إلى سكان المحافظة.

بهذه الخطوات المتسارعة، تتبدد رهانات الحوثيين على إخضاع تعز، وتستعيد المدينة تدريجيًا حقها في الحياة والحركة، بينما يواصل أبناؤها صمودهم حتى استعادة كامل حقوقهم ورفع الحصار بشكل نهائي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية