ثمة مشاريع استراتيجية في المديريات والمناطق المحررة في الساحل الغربي والجزر المحررة في البحر الأحمر (أرخبيل حنيش وجزيرة زقر) يمكن للأقمار الصناعية التقاطها حتى من السماء السابعة، وهي مثار فخر للمقاومة الوطنية وقائدها الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح.

مشاريع تنموية وعسكرية استراتيجية لا تتحقق إلا في عهد الدولة المستقرة لا في زمن الحرب، لكنها عزيمة القائد طارق صالح التي لا تلين ولا يصيبها الفتور لوهلة، وهذا ما عايشناه لحظة بلحظة منذ تأسيس النواة الأولى للمقاومة الوطنية عقب أسابيع من استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الأسبق، في ثورة الثاني من ديسمبر المستمرة.

أتذكر خطابًا تعبويًا للقائد طارق صالح في طابور صباحي أمام النواة الأولى لحراس الجمهورية بمعسكر بير أحمد في عدن الباسلة ولم تكن قد تجاوزت الكتيبتين، حين قال: سيكون لكم شرف المشاركة في تأسيس النواة الأولى لقوة وطنية منظمة سيصبح لها شأن عظيم جنبًا إلى جنب مع مختلف القوى الوطنية في المعركة المقدسة، التي يجب أن نخوضها ونعد لها كل الإمكانات والطاقات لهزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء، ودفن خرافة الولاية وبتر الذراع الإيرانية، وإعادة اليمن إلى حاضنته العربية.

وعقب اتفاق ستوكهولم المشؤوم وتوقف معركة تحرير مدينة الحديدة، أواخر العام 2018، الذي تم بضغوط أمريكية وبريطانية لإنقاذ أدوات إيران، كان لي شرف مرافقة القائد طارق صالح إلى جزيرة زقر حيث رفع العلم الوطني مدشنًا النواة الأولى لقوات خفر السواحل- قطاع البحر الأحمر، وحينها كانت عزيمته أكثر من تداعيات ستوكهولم، وخاطب منتسبي أول سرية في خفر السواحل: سيكون لكم الشرف العظيم في معركة مهمتكم فيها تفوق مهمة زملائكم في القوات البرية.

وبعيدًا عن الإعلام، تبادل القائد أطراف الحديث مع قيادة ومنتسبي النواة الأولى لخفر السواحل عما سيتم تشييده عبر مراحل في الجزر المحررة والواقعة في نطاق مسؤولية المقاومة الوطنية، وكان من بينها مدرج للطيران، وتأسيس القوة البحرية، ومشاريع أخرى تنموية تهيئ للحياة في الجُزُر.

وفي كل لقاءاته مع قادة ألوية المقاومة الوطنية عقب ستوكهولم، ظل القائد طارق صالح يؤكد أن توقف معركة استكمال تحرير مدينة الحديدة لن يثبط من عزيمتنا؛ بل سوف نزيد من وتيرة العمل ليل نهار لبناء القوة العسكرية البرية والبحرية، وهذا ما تم، ورافقه البناء التنموي بسلسلة مشاريع إدراكًا منه لأهمية تحصين الجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية، ما لن يتم دون تخفيف الأعباء عن كواهل المواطنين وتقديم الخدمات لهم في ظل عجز الدولة عن توفيرها.

ولم ولن تتوقف عمليات البناء، عسكريًا وتنمويًا، وشأن الجُزُر المحررة في البحر الأحمر شأن المديريات والمناطق المحررة في الساحل الغربي، ولم ولن تتوقف معها  الشائعات وحملات التضليل الإعلامي من مطابخ مليشيا الكهنوت وقد اعتدنا ألّا نعيرها أدنى اهتمام.

*مدير الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية