قراءة تحليلية في بيان مليشيا الحوثي الأخير
صدر اليوم بيانٌ لميليشيا الحوثي أُعلن فيه عن القبض على ما وصفتها بـ«خلايا تجسس»، ليتضح في النهاية أن القضية لا تتعدّى أربعة أشخاص وفتاة لُفقت لهم التهم زورًا، في مشهدٍ يعبّر عن فشل الميليشيا الأمني والسياسي ومحاولتها الدائمة صناعة بطولاتٍ وهمية.
البيان لم يكن يهدف إلى كشف خلايا أو حماية أمنٍ عام كما زعمت المليشيا، بل جاء محمّلاً بسلسلة من الرسائل الموجهة للداخل والخارج، يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
أولًا: رسالة تخويف وترهيب للداخل.
أرادت المليشيا أن تُرهب من يعيشون تحت سلطتها، فتؤكد أن أي مواطن يتحدث أو يطالب بحقوقه يمكن أن يُتّهم بالتجسس أو الخيانة. وقد ورد في البيان أكثر من مرة الحديث عن “مشكلات داخلية”، في إشارة إلى أن أي صوتٍ معارض أو ناقد سيُصنّف كتهديد أمني.
ثانيًا: رسالة استعراض وتلميع
اختيار نجل الهالك حسين الحوثي للظهور في هذا البيان لم يكن مصادفة، بل محاولة لإعطاء الحدث زخمًا إعلاميًا يوحي بأهمية «الإنجاز» المزعوم، وكأن المليشيا حققت انتصارًا كبيرًا يستدعي ظهور شخصية مرتبطة بعائلة “السيد”. إنها محاولة تسويقية داخلية لترميم الصورة المهتزّة لدى جمهورها.
ثالثًا: رسالة تضليل إعلامي مدروسة
تعمّدت المليشيا تأخير البيان يومين كاملين لإثارة الترقب والاهتمام في الشارع، حتى يُستقبل بخلفية من الفضول والتهويل، ثم تقدّمه كحدث أمني ضخم بينما هو في الواقع مجرد فبركة إعلامية.
رابعًا: رسالة تصعيد ضد الخارج.
الهدف الأعمق من البيان هو التصعيد ضد المملكة العربية السعودية، ومحاولة تأليب الشارع اليمني عليها عبر اتهامها بأنها من تعرقل السلام، وتمنع صرف الرواتب، وتتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل. إنها سياسة قديمة تُستخدم لتصدير أزماتهم الداخلية وخلق عدو خارجي يبرر فشلهم في إدارة شؤون الناس.
في المحصلة، البيان ليس إلا أداة دعاية سياسية تُستخدم لتخويف الداخل، وتضليل الرأي العام، وتهيئة الأجواء لتصعيد إعلامي جديد. أما الضحايا الحقيقيون، فهم أولئك الأبرياء الذين تُلفق لهم التهم ويُقدَّمون قرابين على مذبح الأكاذيب الحوثية.
*من صفحته على منصة (إكس)









