في كل مرة تتهاوى خيوط الأكاذيب التي نسجتها مليشيات الحوثي على مدى سنوات، وفي كل لحظة تنكشف فيها حقيقة مشروعها القائم على الوهم والزيف، يزداد ارتباكها، ويتعمق شعورها بالعجز. فاليوم لم يعد اليمنيون يصدقون شعارات “الصمود” التي رُفعت لتغطية الفشل، ولا “المظلومية” التي استُخدمت لتبرير القمع، ولا تلك الأسطوانة المشروخة عن “المؤامرات” و”العدوان” التي باتت مخرجًا يائسًا لسلطة فقدت كل مبرراتها الأخلاقية والسياسية.

وحين يبدأ المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين بالمطالبة بحقوقهم البسيطة —برواتبهم المنهوبة، وكرامتهم المهدورة— ترتجف القيادات الكهنوتية، وتستحضر ترسانة القمع بدلًا من تقديم الحلول ومواجهة الحقيقة، تلجأ المليشيات الحوثية إلى أساليبها المعتادة: حملات اختطاف مفاجئة، تهم جاهزة بالتخابر والتجسس، وفوضى إعلامية تحاول أن تغلّف انهيارها بشعارات البطولة المزعومة.

لكن الحقيقة صارخة: ليس هناك “جواسيس” ولا “متآمرون”، بل شعب يطالب بحقه الطبيعي في الحياة.
والعدو الحقيقي ليس في الخارج، بل في تلك العقول التي رهنت اليمن لمشروع إيراني دخيل، وأدارت البلاد بعقلية السلالة والقهر لا برؤية دولة ومسؤولية.

لقد فهم اليمنيون —بعد سنوات من المعاناة— أن من وعدهم “بالدولة” قد بنى سجناً، ومن رفع شعار “العدالة” قد نشر الخوف، ومن ادعى “حماية الوطن” جعله رهينة وضحية لسياسات خارجية لا ترى في اليمن سوى ورقة ضغط ومساومة.

ومع كل اختطاف، وكل تهمة مفبركة، وكل مشهد قمع، تزداد قناعة الناس بأن هذه السلطة فقدت كل سند، وأنها تعيش لحظة عجز لا يمكن إخفاؤها. فالجياع لا يصمتون طويلًا، والمقهورون لا يقبلون الهوان إلى الأبد، والشعوب لا تُخدع مرتين.

اليوم، تعود روح اليمن الجمهورية لتنهض من جديد. فهذا البلد الذي كسر الإمامة بالأمس قادر على أن يكسرها من جديد مهما تنكرت بأسماء جديدة وشعارات براقة. والجمهورية ليست مجرد نظام حكم، بل عهد في أعناق اليمنيين، وذاكرة دماء ورجال، وإرث لا يسمح لهذه الأرض أن تعود لليل السلالة.
وأن راية الثورة اليمنية  لا تنطفئ ما دام في هذا الوطن من يؤمن بالحرية ويقاتل لأجلها.

فلتصنع المليشيا ما تشاء من ضوضاء،
ولتُشهر ما شاءت من تهم،
ولتفتح المزيد من السجون…

فذلك كله ليس إلا ارتعاشًا من نهاية تقترب.
أما اليمن، فموعده مع فجر قادم،
وفجر الشعوب لا يُؤجل.

وليُكتب التاريخ مرة أخرى: لن يعود اليمن لعبودية السلالة، ولن ينكسر ما دامت الجمهورية تنبض في قلوب أبنائها الأحرار...

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية