لم تعرف البشرية في عهدها المعاصر أساليب للقتل والإرهاب والترويع إلا الرصاص منذ أمر عبد الرحمن السندي رئيس التنظيم السري لجماعة الإخوان باغتيال المستشار الخازندار أمام بيته في الساعة الثامنة والنصف صباح يوم 22 مارس 1948، وتكرر نفس الأمر في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، وكانت كل العمليات الإرهابية تتم بنفس الطريقة حتى تفتق الذهن الملالي عن أدوات وأساليب جديدة للقتل والإرهاب ستسجل حصرياً باسمة حتى لو استخدمتها جماعات إرهابية أخرى، فما هي أدوات الإرهاب الإيرانية؟ وكيف يمكن للبشرية مكافحة هذه الآفة؟

 

أولاً: إيران هي أول دولة في التاريخ تحول «الجسد الإنساني» إلى قنبلة وأداة في القتل والإرهاب، وكان ذلك أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، فقد تفتق الذهن الملالي عن فكرة لحشد أتباعة لدخول الحرب بعد أن عانى من نقص الجنود، فكانت الفتوى بأن من يفجر نفسة وسط حشود القوات العراقية سيدخل الجنة مباشرة، وكان يعطى «مفتاح الجنة» للراغبين في «تفخيخ» أنفسهم التي لا يتبقى منها إلا مفتاح الملالي، واستلهمت القاعدة وداعش هذه الفكرة تحت إسم «الانغماسيين»، فثقافة العمليات الانتحارية لم تعرفها البشرية قبل استخدام الملالي لها.

 

ثانياً: طورت القاعدة، التي أقام عدد كبير من قادتها في إيران، «فكرة الإنتحاريين» وقامت بخلط أجساد 19 إرهابياً مع الطائرات الأمريكية حتى وقعت تقجيرات 11 سبتمبر 2011، وهناك الكثير من الكتب الأمريكية التي ربطت بين أحداث 11 سبتمبر وإيران، ولم يستبعد هؤلاء أن يكون استخدام الطائرات والإنتحاريين «فكرة إيرانية خالصة».

 

ثالثاً: صعوبة الحصول على طائرات للقيام بعمليات انتحارية أوحت للإرهابيين بتفجير ما يجدونه، ولذلك جاءت «تفجيرات السيارات» كأحدث وسائل للإرهاب، وتقول الولايات المتحدة إن 600 من جنودها قتلوا في العراق عن طريق «تفجير سيارات» كان وراءها «الحرس الثوري» الإيراني.

 

رابعاً: استخدمت إيران «الزوارق المفخخة» أثناء ما سمي «بحرب الناقلات» خلال الحرب مع العراق، ونظراً لأن ميليشيا الحوثي هي ذراع الحرس الثوري في اليمن، قام الحوثى بعد الحصول على تدريب من عناصر إيرانية باستخدام «زوارق مفخخة» في باب المندب وفي مدخل البحر الأحمر، وهو ما أدى لإصابة سفينة كانت تحمل الغذاء والدواء للشعب اليمني، لتتحول زوارق الانتشال والبحث والإنقاذ إلى أدوات للإرهاب.

 

خامساً: إذا كانت فكرة استخدام الطائرات كأدوات إرهابية ليست بعيدة عن الملالي وتم استخدامها في تفجيرات 2001، ونظراً لأن الحوثي لا يملك طائرات، لذلك حصل على «طائرات مسيرة» قام باستخدامها ضد الأهداف المدنية التي تنتج وتنقل النفط في المملكة العربية السعودية، لتتحول هذه الطائرات التي يفترض أن تقتل الإرهابيين إلى أداة بيد الإرهاب الحوثي.

 

سادساً: استخدم الإرهابيون «المواد السامة»، إذ حاولت القاعدة إرسال طرود لمسؤولين أمريكيين لكن تم اكتشافها، وآخر هذه المحاولات ما قام به الجندي السابق ويليام كلايد بإرسال مادة «الريسين» التي أخذها من نبات الخروع.

 

سابعاً: «القرصنة الإلكترونية» وهي أحدث وسائل الإرهاب التي تقوم بها جماعات بهدف الإضرار بمنشآت مدنية أو عسكرية للدول الأخرى، فكلما تطور الدول أساليب تكنولوجية لمكافحة الإرهاب، يسعى الإرهابيون إلى ابتكار وسائل جديدة هدفها إما للهروب من مطاردة الدول أو استحداث أساليب مبتكرة للقيام بالعمليات الإرهابية، وذلك وفق الدراسة التي أعدها آدم دولنيك فى جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة.

 

ثامناً: «الإرهاب بالوسائل المتاحة»، إذ إنه عندما فشل داعش والقاعدة في بعض المناطق من الحصول على سلاح أو قنابل أو مواد يمكن استخدامها كمتفجرات، اعتمدا مبدأ استخدام الوسائل المتاحة مثل «السيارات غير المفخخة» في الدهس، كما حدث في فرنسا وألمانيا وأمام المساجد في بريطانيا.

 

تاسعاً: تعد وسائل التواصل الاجتماعي أحدث الوسائل في تلقين الأفكار الإرهابية وكيفية تصنيع السلاح وتنفيذ العمليات عن بعد دون الحاجة إلى التورط بشكل مباشر.

 

*نقلا عن صحيفة البيان الإماراتية

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية